03-06-2025 01:06 PM
بقلم : هبه بني سلمان
في زمنٍ تتراكم فيه الصور وتبهت فيه التفاصيل، يخرج المصور الملكي يوسف علان عن القاعدة، ليقدّم عملاً يتجاوز حدود التوثيق البصري، نحو سرد بصري عميق لمسيرة وطن وقيادة، امتدت لأكثر من عقدين. كتابه "على العهد"، الصادر بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، لا يكتفي بأن يكون ألبوماً مصوراً، بل يُعد شهادة حيّة على العلاقة بين القائد والناس، بين الصورة والذاكرة، بين اللحظة والتاريخ.
الصورة التي لا تكتفي بالتوثيق
يمتاز "على العهد" بكونه أكثر من تجميع فوتوغرافي للحظات رسمية أو بروتوكولية. إنه عمل فني وإنساني يلتقط الروح الخفية خلف الحدث. ففي كل صورة يظهر فيها جلالة الملك، هناك ما هو أعمق من الإطار البصري: هناك قصة، شعور، ووجه إنساني لحكمٍ لا يُمارس من وراء المكاتب، بل في الميدان، وبين الناس.
يوسف علان.. راوي الزمن بعدسته
يوسف علان، الذي رافق جلالة الملك منذ بدايات العهد، لم يكن مجرد شاهد، بل مشارك في كتابة سردية أردنية جديدة. بعدسته، استطاع أن يخلّد تفاصيل ما بين السطور. لم يصور الأحداث فقط، بل صوّر التفاعل الإنساني مع هذه الأحداث. فعدسته لا تتوقف عند النقطة الرسمية، بل تبحث عن الإيماءة، النظرة، الابتسامة، وعن تلك اللحظات التي يصعب ترجمتها بالكلمات.
وطنٌ في هيئة قائد
في صفحات "على العهد"، تتجلّى صورة جلالة الملك عبدالله الثاني ليس فقط كقائد سياسي، بل كإنسان يمشي في دروب الوطن بكلّ تواضع. نراه يربّت على كتف جندي، يشارك المزارعين يومهم، ينحني لسماع قصة امرأة في البادية، أو يمازح طفلًا في مخيم. كلها صور تروي سيرة قائد اختار أن يكون قريبًا من شعبه، حاملاً همومهم، صادقًا في حضوره معهم.
وثيقة عاطفية وتاريخية
ما يميّز الكتاب أيضًا هو قدرته على الجمع بين العاطفة والموضوعية. فهو من جهة يؤرشف اللحظة السياسية والاجتماعية بدقة، ومن جهة أخرى يمنح المتلقي شعورًا حقيقيًا بالانتماء والفخر. إنه لا يقدم الأردن بصور مثالية، بل بصور حقيقية، تمزج بين التحدي والإنجاز، بين الألم والأمل.
في الختام
"على العهد" ليس كتابًا يُقرأ ثم يُغلق. بل هو وثيقة تُعاد قراءتها في كل مرة نرغب أن نتذكّر فيها من نحن، وأين كنا، وإلى أين نمضي. هو تأريخ لعهد، ولكنه أيضًا صورة للوطن في مرآة قائده.
وإذا كانت الصورة تساوي ألف كلمة، فإن صور يوسف علان في هذا الكتاب تساوي أعمارًا كاملة من الحب، والولاء، والانتماء.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-06-2025 01:06 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |