03-06-2025 11:11 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
ندعو المجتمع الدولي ، باعتقادي انها عبارة مُستَفِزَّة بلا شك ، اليس الاجدر القول ندعو مجلس الامن الدولي والذي مهمته التي انشئ من اجلها هي حفظ الامن والسلم الدولي ويملك صلاحية اتخاذ إجراءات ملزمة، بما في ذلك فرض العقوبات أو استخدام القوة لردع المعتدي ! لماذ لا يوجه النداء صراحة الى مجلس الامن والمطالبة بفتحه بعد أن أُوصِدَت ابوابه ! لماذا لا يوجه النداء الى المحاكم التي اصدرت احكامها وتم تجميدها وإبطالها ويقال صراحة ندعوا هذه المحاكم لإنفاذ أحكامها !
لماذا لا يوجه الطلب الى الأمانة العامة التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة، ليعمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمبادرات الدبلوماسية !
لماذا دائما الدعوة فضفاضة بحيث لا تعني احد !!
عندما تسمع نداء موجهاً الى المجتمع الدولي بالعموم في ظل جرائم تُرتَكب وحرب إبادة معلنة جهاراً نهاراً وفي تعدٍ صارخ بل في ظل خرقٍ وخروج على كل القوانين والانظمة الدولية والعالمية مطالبا المجتمع الدولي بالعمل على ايجاد حل فكأنما هو ترجمة حقيقية لمقولة ؛
" تُسجَّل القضية ضد مجهول " وهي رفع للحرج للخارج عن القانون وبالتالي هي فعلاً وحقيقةً ايضاً كأنما هي مناشدة الى (اتحاد نساء لاوس) ورابطة النساء في بورما والمنظمة النسائية الكمبودية وذلك للتدخل او ايجاد حل ، وهذه اتحادات مجتمعية رسميه في افقر دول العالم على الاطلاق ويمكن في حالات معينه اعتبار هذه الاتحادات جزءا من المجتمع الدولي الذي يمكن تعريفه سياسيا بانه :- مجموعة الدول ذات السيادة والمنظمات الدولية التي تتفاعل فيما بينها على أساس قواعد ومبادئ القانون الدولي ،
ولكن بالصيغة التي نسمعها هذه الايام
" ندعوا المجتمع الدولي " فانها تعني إشراك مثل هذه الجمعيات التي ذُكِرَت اعلاه ، وبمعنى ادق ؛
" لا مسؤولية على احد "
هذا الكلام ليس شططاً من القول وليس فلسفة فارغة أو فذلكة كلامية انما هو الواقع المرير الذي تعيشه الامة العربية والاسلامية هذه الايام ،
لم يُبقِ الطوفان صحناً مغطّى على الإطلاق ولم يعد مقبولاً من احدهم ان يتكهن لنا كما كان يتكهن من قبل ولم يعد مقبولاً أن يضع لنا سيناريوهات ويأتينا بما لم تأت به الاوائل ، ولسنا بحاجة الى استشراف او استشعار احدهم على الإطلاق ،
فأمريكا التي رَسمَت لها سياستها بريطانيا واوروبا التي ما زالت غارقة في السياسة البريطانية البائدة كلاهما " امريكا واوروبا " خطابهم الرسمي واضح لا مجاملة فيه على الإطلاق، هم يختلفون تماماً عنا نحن العرب ، هم يعلنون بانهم ليسوا مع العرب وتحديدا ليسوا مع عربي مقاوم على الإطلاق بل هم ضده مع انهم يعلمون ان المقاوم هو صاحب الحق وصاحب الارض بينما نحن العرب نعلنها ايضاً صراحة اننا وسطاء لا مع صاحب الارض والمقاوم ، "وعلى استحياء " ولا مع المعتدي والمجرم صراحة انما نحن نمثّل النزاهة بكاملها، ونِعمَ النزاهه !
هم يعلنون انهم يمدون المحتل المعتدي بالمال والسلاح بكل أنواعه ويدعمونه بكل ما يملكون،
وهنا لا بد من تاكيد السؤال، أليسوا وسطاء ايضاً؟
فلِمَ يُعلِنون الانحياز إلى الظالم بلا استحياء؟
نعلم ويعلم الجميع ان كل مؤسسات وهيئات ومنظمات ومحاكم الامم المتحدة قد تم تعطيلها وإلغاء أدوارها بالكامل ونعلم ان العالم اليوم تحكمه القوة العسكرية الطاغيه والمال الذي هو عصب القوة على تعدد اشكالها ونعلم مَن المسيطر عليها ونعلم ان الموازين التي كانت بالاصل مُعوَجَّة مائلة قد تم تحطيمها نهائيا وان العالم اليوم يعيش بمجمله تحت شعار اقرب ما يكون الى قول فرعون "مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ "
الصورة بالغة الوضوح والمشهد مرئي بلا رتوش والتجميل للقبيح يأتي بما هو اقبح ولا يصح الا الصحيح ، وإن بدا للناس ان الظلم اصبح واقعا لا محاله فإنه وإن طال زائل ،
هذه ايام ليست كالايام بل هي تاريخ يُكتب بأفعال تحدث على الارض يقوم بها اشخاص وجماعات يشهد عليها الناس إمّا يَعقُبُها حَسرةٌ وندامه ، وإمّا عِزَّةٌ وكرامه .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-06-2025 11:11 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |