حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21239

المياه واستراتيجيه السلام الإسرائيلي

المياه واستراتيجيه السلام الإسرائيلي

المياه واستراتيجيه السلام الإسرائيلي

03-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

نشرت يوم الإثنين 5 شوال 1415، الموافق 6 آذار 1995

الشرق الأوسط وقف على شفا أزمة مصادر طبيعية رئيسية، فقبل القرن الحادي والعشرين يحتمل أن يمزق الصراع على مصادر المياة المحدوده والمهدورة مشروع السلام والروابط الهشه أصلاً بين دول المنطقه، ويؤدي الى جيشان لم يسبق له مثيل في المنطقه.

الشهيه الاسرائيلية للماء

 

سوف أحاول في هذه الحلقه البحث حول الشهيه الاسرائيلية للماء التي بدأت مبكراً، وكان أول ضحاياها نهر الأردن الذي ينساب من الشمال الى الجنوب ليصب في البحر الميت، فقامت اسرائيل بالسطو عليه بواسطة قناة الري الوطنية التي تشفط المياة من أعالي نهر الأردن بعيداً عن الضفه الغربية، باتجاه مسرب يسير بموازرة الساحل الجنوبي لري صحراء النقب بعملية تطويع قسري للجغرافيا، كان من ضروراتها تجفيف بحيرة الحوله رغم الاحتجاجات العربية، التي لم تنفع لأن الصهاينه أنجزوا مشروعهم برغم وساطة مجلس الأمن الدولي.

لقد ظلت الدولة الصهيونيه منذ اغتصابها فلسطين تعيش هاجس "الظمأ"، فحاولت في كل حروبها أن تضع يدها على منابع دائمة لارواء حاجاتها، في ظل غفلة عربية وانعدام مسؤولية قوميه، فالخريطة العسكرية الاسرائيلية كانت منذ اللحظة الأولى متداخله مع الخريطه المائية.

بعد عدوان 1967 سطت اسرائيل على نهر الأردن وتحكمت بنهر بانياس الذي يعتبر آخر منابع نهر الأردن المهمه.   كما قامت اسرائيل بتدمير سد المخيبه (خالد بن الوليد) على نهر اليرموك.   وكان هذا السد بمثابة سد أسوان آخر، ونهر اليرموك ينفع بالفعل للدلالة على حدود الطمع الاسرائيلي بالمياة العربية.

سد اليرموك

 

ففي عام 1952 تم الاتفاق بين سورية والأردن – بمباركة عربية – على بناء سد لاستثمار مياة اليرموك، ذلك لمواجهة خطط اسرائيلية كشفها موشيه شاربت – رئيس وزراء الصهاينه آنذاك.   وشملت الليطاني في لبنان وروافد نهر الأردن (اليرموك أحد هذه الروافد) ومياه مرتفعات جبل الشيخ ومساقط هضبة الجولان والضفه الغربيه.   غير أن مشروع السد تعطل حيث تمت الموافقة المبدئية على استثمار روافد الأردن في منطقة مشتركة بين البلدين، أي على الحدود السورية – الأردنيه.   وفي عام 1966 استكملت الاجراءات العمليه وأطلق على مشروع السد اسم "خالد بن الوليد."

عام 1967 أغارت الطائرات الاسرائيلية على المشروع ودمرت الانشاءات الأولية المقامه، فدخل المشروع الأدراج حتى العالم 1975، عندما قامت بين سورية والأردن علاقات تكاملية جادة دفعتها لاعادة طرح استثمار مياة اليرموك.   اسرائيل تدخلت مجدداً لكن هذه المره لم تستخدم "ذراعها الجوية" بل لجأت الى سلاح الابتزاز، فطالب مناحيم بيغن والليكوديون بـ "الحق الاسرائيلي" في اليرموك، باعتباره رافداً من روافد نهر الأردن.   وفي عام 1980 وضع مشروع اليرموك ثانيه على الرف حتى أعيد احياؤه منذ ثماني سنوات عندما تم التوقيع في 3 أيلول 1990، على محاضر سد الوحده بين الأردن وسورية، الذي يعني في حال المضي به قدماً حتى تحقيقه، اخضاع مياه النهر، التي تنساب في مجراها باتجاه الأراضي المحتله، لعملية تنظيم دقيقه حيث سيجري احتساب هذه المياة بالمترات المكعبه.

المشروع من شأنه توفير مياه للري والشفه لنا في الأردن الذي يعاني من أزمه حقيقية في مياة الشفه، كما أن مساحات جديده من الأراضي في الأغوار ستروى، والأغوار هي المنطقة الأكثر خصوبة عندنا في الأردن.

ويذهب الخبراء الى حد التوقع بأن تتحول منطقة الأغوار الى اجراءات عربية نموذجيه في حال انجاز السد.   أما بالنسبه لسورية فان السد من شأنه المساعده في حل مشكلة نقص الطاقه الكهربائية التي تعانيها سورية، بسبب انخفاض منسوب مياة نهر الفرات نتيجه السدود التركيه التي أقيمت عليه.   غير أن المراقبين يشككون في احتمال انجاز هذا المشروع، باعتبار أن عملية السلام الآن بيننا – الأردن – وبين الصهاينه قد قلبت الأوضاع، لتطالب الدولة الصهيونيه بحصتها من نهر اليرموك، متذرعه بوصول منسوب المياة في بحيرة طبريا الى الخط الأحمر، الأمر الذي يعني خروج المسأله من الإطار التقني الى المدار السياسي الاستراتيجي.

ولفهم حراجة الصورة أورد هنا الفقرة المتعلقه باسرائيل التي وردت في تقرير السياسة الخارجيه الاميركية بخصوص مصادر المياة في الشرق الأوسط كما نشرتها مجلة "الشراع اللبنانية :

" .. واذا كانت التقديرات صحيحه فان اسرائيل ستواجه بحلول العالم 2000 نقصاناً يصل الى 800 مليون متر مكعب في السنه، يشكل الاستهلاك الحالي نصفه، وبما أن حوالي 75 % من المياة تستهلكها اسرائيل حالياً تستخدم للزراعه، فان التخفيض الكبير في المستقبل في استخدام المياة من قبل القطاع الزراعي، ربما يؤدي الى تفادي الأزمة ونظراً للدور السائد للمصالح الزراعيه على السياسة والاقتصاد الاسرائيليين فان اختيارات صعبه كهذه تعتبر مستبعده الحدوث."

بدورها ترى الباحثه لسلي شميدت أن اسرائيل استنفذت أغلب مواردها المائية منذ عام 1979، وهي تواجة نقصاً حاداً سوف يلامس نهاية العقد الحالي سقف الـ 500 مليون متر مكعب.

أما الخبير الأميركي في شؤون الطاقه المائية في الشرق الأوسط، فأشار الى أن الإنحسار الدراماتيكي في منسوب المياة الإسرائيلي، قد يدفع مستقبلاً الى مواجهات بين الدول التي تمر بها الأنهر الرئيسية في المنطقة.

ولنا عودة في قصة الطمع الصهيوني بمياه الجنوب اللبناني.

ezzatqussus@yahoo.com

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21239
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم