29-05-2025 08:45 AM
بقلم : محمد علي الزعبي
حين نتحدث عن العلاقات العربية، لا يمكن أن نغفل دور جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي شكّل علامة فارقة في تثبيت مكانة الأردن كدولة محورية في منظومة العمل العربي المشترك. فبحنكته السياسية، وثبات مواقفه، وحضوره العربي الفاعل، استطاع أن يحفظ للأردن مكانته كصوت عقل واتزان في محيط متغيّر.
جلالة الملك، ومنذ توليه سلطاته الدستورية، حمل همّ القضايا العربية في كل المحافل، واضعًا نصب عينيه وحدة الصف العربي، وحق الشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية. لم تكن مواقفه يومًا خاضعة لحسابات آنية أو مجاراة ظرفية، بل عبّرت دائمًا عن رؤى استراتيجية تستند إلى مبادئ راسخة.
في كل زيارة رسمية، وفي كل قمة عربية، كان الملك صوت الحكمة، والساعي دومًا إلى تقريب وجهات النظر، وتهدئة الخلافات، وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الأشقاء العرب. وتلك الدبلوماسية الهاشمية، التي تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، جعلت من الأردن وسيطًا موثوقًا في أكثر الملفات تعقيدًا.
لم يتزحزح موقف جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية، حيث ظل يؤكد في كل مناسبة أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الثبات، وسط التحولات الإقليمية المتسارعة، عكس التزامًا تاريخيًا وأخلاقيًا تجاه شعب فلسطين.
اليوم، يُنظر إلى الأردن بقيادة جلالة الملك كدولة توازن ومصداقية في المنطقة. العلاقات المتينة التي تربطه بمصر، والسعودية، والإمارات، وقطر، والكويت، وباقي الدول العربية، ليست مجرد علاقات دبلوماسية، بل شراكات استراتيجية تقوم على التكامل والمصير المشترك.
الملك عبدالله الثاني ليس فقط قائدًا وطنيًا، بل هو أيضًا أحد أهم رجال الدولة في المشهد العربي المعاصر. بحكمته، وثباته، ورؤيته المستنيرة، يستمر في رسم صورة مشرّفة للأردن بين أشقائه العرب، مؤمنًا أن قوة العرب في وحدتهم، وأن العمل العربي المشترك هو السبيل الوحيد لعبور التحديات نحو مستقبل أكثر استقرارًا وأملاً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-05-2025 08:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |