حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26136

عودة الأسد بعيدا عن الرضا والسخط

عودة الأسد بعيدا عن الرضا والسخط

عودة الأسد بعيدا عن الرضا والسخط

17-08-2017 08:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : روشان الكايد
يطل علينا العالم بمتغيراته دوما ، وتسارع الأحداث يخلق نوعا من المفاجآت التي لا يمكن التكهن بها أو حتى تصديق حدوثها ، وبعيدا عن قبول الفكرة أو استهجانها فإن عودة الشرعية لنظام الأسد ما هي إلا بداية جديدة للشرق الأوسط ، فعلى سبيل المثال منذ أن استلم ميشيل عون دفة القيادة لرئاسة لبنان لم يتردد في فتح قنوات الاتصال مع الأسد للحفاظ على أعلى مستوى من رفاهية الشعب وراحته واقتصاد الدولة الذي بات متقلقلا بوجود اللاجئين ، فبالاضافة لضغوط حزب الله وإيران فإن لبنان كان واضحا في التعامل مع الأسد أملا في الوصول إلى نتيجة .
وأما مصر التي لم تتدخل -بدافع الصدفة والزمن - بحيث أنها كانت تقبع بين احتجاجات على مبارك وإسقاط مبارك فتأييد مرسي ثم الانقلاب على مرسي فبداية اكساب صبغة التقبل للسيسي ، ففي تلك السنوات لم تكن مستقرة داخليا فلم تمتلك فرصة التعاطي مع الازمة السورية .
ولأن مزاج السياسة الدولية متقلب ويحتضن ما كل جديد وغير متوقع دوما ولأن التسويق الإعلامي العالمي دوما يكون للأقوى فإن الأسد باق لا محالة ، فلديه حلفاء لم ولن يتنازلوا عنه بسهولة ، بل وأوصلوه لبر الأمان عقب هذه السنوات الطويلة والمرعبة سواء للشعب أو للنظام نفسه .
وعلى أبسط التقديرات فإن عودة الأسد ستعيد للمنطقة الهدوء ، فيكفي سيناريوهات ودموية وقتل ، حيث توقفت الولايات المتحدة عن دعم وتدريب المعارضة وتوقفت من جهة أخرى تركيا عن تمويل المعارضة ، وحتى الغرفة التي خصصت للأزمة السورية لمواكبة تطوراتها وحياكة التنبؤات حولها في الولايات المتحدة أغلقت تماما ، ولن نسمع ما يسمى بالثورة أو أي عبارات تتعاطى بكراهية مع الأسد كفاعل دولي أو كنظام .
ولن ننكر أن الولايات المتحدة الأمريكية عملت على عرقلة حل الأزمة ، ولن ننسى دماء النصف مليون قتيل في هذه الأزمة ، لكن هذه المرة الانتصار بات وشيكا لحلفاء سوريا بلا شك .
ومن جهة الأردن التي تعد الدولة الأكثر تضررا من الأزمة نتيجة اللجوء الهائل وإغلاق الحدود التي تربطها بسوريا ، حيث تجدر الإشارة إلى وجود مركزين حدوديين بين الأردن وسوريا هما مركز جابر من الجانب الأردني ومركز نصيب من الجانب السوري، ومركز الرمثا الأردني ويقابله مركز درعا من الجانب السوري لذا فإن عودة العلاقات مع النظام واحتمالية عودة السفير ما هو إلا انفراجة للأردن الذي تحمل ما يكفيه من أعباء أمنية واقتصاد مضطرب جراء الأزمة كيف لا وهو بلد محاط بالنيران فمن الشرق معبر طريبيل الذي يربطه بالعراق مغلق ومن الغرب فلسطين المحتلة ، لذا فيتوجب إعادة فتح حدود الشمال لعودة الحياة الاقتصادية كما كانت عليه في السابق .
وتعتبر التبادلات التجارية مع سوريا ركيزة هامة في حياة بحارة الرمثا على وجه الخصوص والتجارة العامة بشكل مطلق حيث عانوا وهم بالآلاف جراء إغلاق الحدود من توقف تجارتهم وانتهاء أعمالهم بشكل مفاجئ ولأجل غير مسمى .
ومن جانب آخر تجد أن تواجد اللاجئين حمل الأردن أثقال مالية خانقة وبنية تحتية أكبر من المفترض جراء تأخر التزامات المجتمع الدولي وتقاعسه بين الحين والآخر من الدعم المالي والمعنوي للأردن نتيجة لهذا الاستقبال .
وعليه فإن عودة الهدوء للحدود وانتشار قوات النظام السوري على الشريط الحدودي من جهة الأراضي السورية يخفف من شدة الاحتقان والتأهب الذي عانى منه الأردن لسنوات .
وأنى كانت النتائج فستظل الأفضل على الإطلاق من أي سيناريو آخر قادم ، يحمل في طياته تقسيم سوريا وتفكيك لحمتها الوطنية ، وتفتيت المدن على أسس طائفية .

Roshanalkaid11@gmail.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 26136
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم