حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 51740

زوجاتنا

زوجاتنا

زوجاتنا

21-01-2017 09:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فراس الطلافحة
أكاد أجزم أن أصعب مهنه في التاريخ للآن هي الزوجه الأم فهي تجمع بين جميع الأضداد والمتناقضات وتوفق فيما بينها لتسير ببيتها وبعائلتها لبر الأمان , تعمل أربع وعشرون ساعه في ثلاثمائه وخمسه وستون يوماً بلا كلل ولا ملل ولا تذمر وبدون إجازه لتريح بها أعصابها , هي عباره عن ماكينه لا تهدأ ولا تتعطل ولا نرضى أن تتعطل أبداً .

يجب أن تكون جاهزه دائماً كزوجه وأم وما ينطوي تحت هاتين الكلمتين من واجبات ثم مصلح إجتماعي ومرشد نفسي وفي آخر الليل عاشقه جميله وعارضة أزياء وممثلة بورنو نقضي حاجتنا منها ونلعنها إن هي أخلت بالعلاقه الحميميه وإن أتقنتها ندير ظهورنا لها ونتركها صريعه بين الوحل والثلج والنار .

كم نحن أنانيون معشر الرجال نبخل حتى بالكلمه الجميله عليهن وبعبارت المديح والإطراء والغزل بالمقابل نكون دونجوانيين مع نساء غيرهن ربما يحسدن زوجاتنا على رُقينا بتعاملنا لأنهن يعتقدن أننا كذلك في بيوتنا .

أنا بالعاده لا أطلع على محتويات شنطة زوجتي ولا أفتحها ولكن هي طلبت منى أن أُخرج منها هاتفها من أجل إصلاحه فإستغربت من محتوياتها من الأدويه و فيتامينات وعلاج لل B12 ومدعم للكالسيوم ولنقص الحديد وعلاج للمفاصل , كما تحتوي على فواتير الكهرباء والماء وأكثر من عشر فواتير حساب أغراض من الأسواق التجاريه وعُروضها وحتى كفالة بطارية سيارتها ووصفات العلاج وكروت الطبيبات .

المرأة يا سيدي مخلوقه ناعمه حالمه تتفرد بتفكيرها عن الرجل فهي كائن خُلق من نور وعاطفه تتميز به عن الرجل الذي هو في الغالب ما يستعجل النتيجه والنهايات أما هي فتعشق البدايات والتفاصيل الدقيقه لِتستمتع بها , هي إذاً متميزه بكل شي وحتى بتفاصيل الجسد الذي كان مصدر إلهام للشعراء والفنانين والكُتاب والأدباء فتتراقص في قصائدهم ولوحاتهم ورواياتهم مما تزيدها جمالاً وألقاً ورُقي فإن لم تفهمها وتُعاملها بعاطفتها وتفاصيلها فلن تملك قلبها .

الزوجه يا سيدي تأكد لا يهمها منصبك ولا موديل ونوع سيارتك ولا القصر الذي تُسكنها فيه والمرأه لا يهمها حجم رصيدك بقدر ما يهمها كرم نفسك وسخاء يدك عليها وعلى بيتك وأولادك وإن أكثر الأزواج بشاعه بعينها هو ذاك البخيل بالعواطف والمال .

الزوج الناجح هو ذاك الذي يُهدي زوجته بمناسبه أو بدونها وهو الذي يكسب قلب زوجته بعطاياه وليس المهم قيمة الهديه بل كيف يختارها ومتى يُقدمها ليدغدغ بها أوتار قلبها وأحاسيسها ثم تأكد أن الزوجه لا يعنيها فصاحتك ومعرفتك بالعلوم والثقافات واللغات التي تتقنها بل هي تذوب أمام حرارة كلامك الجميل المعسول وثناؤك وإطراؤك على جمالها وأناقتها وتصفيفة شعرها ومدحها لطبخها وحتى وإن كان سلق بيضه والذي ربما في البدايه لا تجيد غيرها .

طُرُق الإحسان كثيره وأجملها الإحسان إلى المرأه ولن نستطيع أن نوفيها حقها علينا نحن معشر الرجال وإن هي حُرِمَت من التكريم فيكفيها الشرف بأن حازت على أجمل وأعظم لقب في التاريخ وهو الأم .


الإيميل : firas.talafha@yahoo.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 51740
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم