حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28750

يوميات مراقب ..

يوميات مراقب ..

يوميات مراقب  ..

16-01-2017 09:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
ربع ساعة قبل بداية الإمتحان ، وزع المراقب دفاتر الإجابة على الطلاب ، وطلب منهم كتابة بياناتهم المطلوبة على دفتر الإجابة ...

بعد كتابة الطلاب لتلك البيانات ، بدأوا بطرح أسئلتهم الإستكشافية والإستقصائية الهادفة لمعرفة مدى جدية المراقب ولمحاولة استمالته إن أمكنهم ذلك ...

سأل بعض الطلبة المراقب عن تخصصه وعن مكان سكنه ... فأجاب المراقب بقوله : إن معرفتكم لتخصصي العلمي ولمكان سكني لن يؤثران على الوضع الموجود شيئا ... فأنا هنا للمحافظة على سير الإمتحان ولكي يمضي الإمتحان براحة وأمانة ... وتذكروا بأنني أقسمت على كتاب الله تعالى ... فلا تحاولوا معي بطرحكم لمثل هذه الأسئلة ... وعليكم الإعتماد على أنفسكم ؛ لكي ينال كل ذي حق حقه ...

أكتبوا ما لديكم من معلومات وأجوبة ، ولا ترفعوا رؤوسكم عن دفتر الإجابة أبدا” ... وأي التفاتة إلى دفتر زميلك ستضعك في دائرة الشكوك والشبهة ، وإن همسة واحدة مع زميلك ستعرضك للعقوبات المتصوص عليها ...

فإذا بدأ الإمتحان فأي طلب أو سؤال ممنوع عليكم ؛ باستثناء طلبكم لكوب ماء ؛ أو طلب المغادرة إلى الحمام لقضاء الحاجة ... وهنا وقف أحد الطلاب وقال : يا أستاذ ؛ أربد أن أسالك سؤال ...
فقال له المراقب : تفضل واسأل ...

فقال الطالب : إنني أعرف واحد من أقاربي ... وهو ممن تجاوزوا امتحان الثانوية العامة قبل عدة سنوات ؛ وبطريقة (الواتس أب )... وهو الآن طالب جامعي وعلى أعتاب التخرج من جامعة كذا ... ؛ واقسم لك أنه لا يجيد الإملاء ولا حتى القراءة الصحيحة والكتابة ... !!!

فسؤالي هو : ما ذنبنا نحن يا استاذ ... لكي تشددوا علينا المراقبة وبهذه الطريقة ... ! ولكنكم قبل عدة سنوات ؛ تركتكم الحبل على الغارب فنجح غالبية الطلاب بـ ( الواتس أب ) ، وجمعوا معدلات عالية ؛ ودخلوا الجامعة ... ما هو ذنبنا ؛ يا استاذ ؟!!

فأجابه المراقب بقوله : إنكم تتحدثون عن حقبة تجاوزناها منذ فترة ؛ والحمد لله ؛ وهي حقبة سوداء مررنا بها ، وتركت آثارها الخطيرة على المجتمع والوطن والأجيال ... ، في تلك الفترة إستغل كثير من أولياء الأمور وأبنائهم ثورات الربيع العربي الجارية وأستغلوا هيجان الشارع الأردني بأنانية وانتهازية ليحقفوا منافعهم الرخيصة على حساب المجتمع و الوطن ...

و للأسف الشديد هذه الفوضى حصلت وشاهدناها من قبل ... وبعض ممن نجحوا في تلك الفترة وصلوا إلى لجامعات ولكنهم عجزوا عن اتمام الدراسة الجامعية ، وبعضهم نال وبطريقة معينة شهادته الجامعية ... ولكن سؤالي لكم جميعا” : هل تلك الفوضى التي عايشناها من قبل هي في صالح المجتمع والأجيال والوطن ... ؟؟؟ وهل الطلاب الذين نجحوا بالغش في تلك الفترة ثم تخرجوا بطرق معينة من الجامعات لديهم الكفاءة العلمية والأخلاقية لخدمة المجتمع والوطن ؟ ... وهل كان علينا أن نمضي ونسير في هذا النفق المظلم والمعتم حتى النهاية ... لكي يتحقق لكم العدل والإنصاف .. بحسب قولكم !!! ... كان طريق منحرف تدافعت إليه جموع من النفوس المريضة ، وكان من ثماره تقديم الفاشلين وتنصيب الغشاشين وتأخير الأذكياء والمجتهدين والجادين ... !!! فبربكم ؛ هل هذا هو العدل والإنصاف الذي تبحثون عنه ؟؟؟

وتابع المراقب بقوله : ثقوا تماما ؛ يا أبنائي ؛ بأن الوضع الحالي هو الذي سيحقق العدل لكم ، وهو الأسلم للمجتمع وللوطن عندما يكون الرجل المتاسب في المكان المناسب ...واعلموا أن فرصتكم اليوم في دخول الجامعات باتت كبيرة ، بعد إنخفاض معدلات قبول الطلبة إلى حدودها الدنيا ... والجانب الأهم من كل ذلك أن الوضع الحالي سيقدم لمجتمعنا الأكفأ والأجدر ، وسيعطي لكل ذي حق حقه ...
أننا الآن نسير وفق ألمسلمات الإنسانية الأزلية : ( لكل مجتهد نصيب ) ... ( ومن جد وجد ... ومن سار على الدرب وصل ) ... ولكننا في تلك الفترة المظلمة ؛ دسنا على كل المسلمات وفرطنا بالدين وبالأخلاق والقيم ...

لم يعقب أي من الطلاب على ما قاله المراقب ... وكأن كلماته وجدت صداها في عقول وقلوب الطلاب ... وبعدها بقليل وزعت أسئلة الإمتحان ... وقال لهم المراقب : قولوا باسم الله ... وفقكم الله .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28750
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم