بقلم :
دخل ( كبير اللصوص ) إلى أحد المنازل وهو محمل بأحدث أنواع الأسلحة ، ولإنه ( كبير اللصوص ) فهو لا يكتفي بسرقة محتويات المنزل ، ولكنه كان يستولي على المنزل بأكمله ...

وقام أصحاب المنزل بالتصدي لهذا اللص المسلح والمدعوم من كل لصوص العالم ومجرميه ؛ وجاهدوا لقتله أو لطرده من المنزل على أقل تقدير ... ولكنهم عجزوا عن تحقيق أهدافهم ... لإنهم كانوا أمام لص يمتلك كل أنواع الأسلحة المتطورة والحديثة ... وهم أمام ( كبير اللصوص ) والذي يتمتع بدعم غير محدود من كل لصوص الكرة الأرضية ... إنهم أمام ( كبير االصوص ) والذي دعمته كل المنظمات والهيئات الدولية الراعية للصوصية في هذا العالم ...

وتكررت المناوشات في عدة مرات وتجدد الصدام وقتل عدد كبير من أصحاب ذلك المنزل المنهوب أثناء محاولاتهم المتكررة لقتل أو لطرد ( كبير اللصوص ) من منزلهم ...

وبعد مرور عدة سنوات على استيلاء ( كبير اللصوص ) على ذلك المنزل ، تسلل اليأس إلى نفوس من بقوا على قيد الحياة من أصحاب المنزل ، وزاد من هذا اليأس أكتشفاهم بأنهم أمام لص أخطبوطي شرس . وبأنهم أمام لص خطير ومدعوم من كل المنظمات الدولية والعالمية المتكفلة برعاية وحماية اللصوصية في هذا العالم ...

عرضت تلك المنظمات الراعية للصوصية عقد هدنة مؤقتة بين أصحاب المنزل وبين هذا اللص ... هدنة أهدافها انسانية ولكي تكون فرصة لالتقاط للأنفاس ، ووافق أصحاب المنزل المسروق على عقد تلك الهدنة ، وبعد عدة سنوات عرضوا على أصحاب المنزل المسروق عقد هدنة دائمة وأبدية ... فوافق أصحاب ذلك المنزل على عقد الهدنة الأبدية ومن دون شروط ...

استغل ( كبير اللصوص ) الهدنات المتكررة ، وقام بتسليح نفسه بشكل جيد ... وفي محاولة منه لفرض سياسة الأمر الواقع على الجميع ، بنى المتاريس حول ذلك المنزل المسروق ، ونشر حماياته على أسطح المنزل العلوية ، وبدل من شكل حديقة المنزل الخارجية ، وغير من ألوان وديكوراته وشكل الغرف ، وأضاف عدة طبقات على سطحه العلوي ، وتلاعب بكل شيء يخص هذا المنزل ...

وبرعاية من المنظمات والهيئات الدولية الراعية للصوصية ؛ عقدت الحوارات الكثيرة ، وجرت المناقشات المتكررة بين الطرفين المتصارعين على ذلك المنزل ... وهم : أصحاب المنزل الأصليين وعلى الطرف الآخر : ( كبير اللصوص ) ... والذي تمكن من ترسيخ واقعه وفرض شروطه على الجميع ...

رفض أهل المنزل المسروق كل خطط السلام المطروحة ؛ جملة وتفصيلا ؛ ولكنهم وتحت وقع الضغوطات الهائلة وأمام التهديدات المتتالية ... قبلوا بالتحاور مع : ( كبير اللصوص ) الخطير والمحمي والمدعوم ؛ وبعد أشهر من الحوارات المستمرة ، وبعد ضغوط متكررة من القريب والبعيد ؛ قبل أصحاب المنزل بكل ما عرضوه من حلول ومن خطط وخرائط واقتراحات ...
وفي النهاية جرى احتفال كبير بمناسبة توقيع السلام : ( الأبدي ... والاستراتيجي ... والعادل ... والشامل ... و... ) ... !!! بين أصحاب المنزل وبين كبير اللصوص ... !!!

وبرعاية من المنظمات والهيئات الدولية الراعية والداعمة للصوصية فب هذا العالم ، جرى الإتفاق على سيطرة ( كبير اللصوص ) على سقف المنزل وعلى طبقاته العلوية التي شيدها بنفسه أثناء فترات الحوار والجدل والهدن ، كما اتفق المتحاورون على سيطرة ( كبير اللصوص ) على حديقة المنزل وعلى المسبح والحمام والمطبخ ، واحتفظ كذلك بغرفة الجلوس وبغرف النوم وبالمضيف وبالصالة الرئيسية ...

وبعد تجريدهم من كل أسلحتهم ، سمحوا لأصحاب المنزل بحرية العيش في مطلع الدرج الملحق بذلك المنزل ، كما سمحوا لبعضهم بالعيش بسلام وأمان في ( البرندا ) الخارجية لهذا المنزل ؛ ليسهل عليهم المغادرة متى شاؤوا ... !!!

والمفاوضات والحوارات مستمرة بين
الباقين من أصحاب هذا المنزل وبين ( كبير اللصوص ) وداعميه ... وخلال جلسات الحوار الجديدة ، نادى أصحاب المنزل وتوسلوا إلى الأطراف الداعمة والراعية للحوار وللسلام ؛ ليضغطوا على كبير اللصوص عساه أن يسمح لهم بحرية التنقل والحركة في أماكن معيشهم المقتصرة على ( البرندا ) الخارجية وعلى مطلع الدرج ... !!!

الحوارات والمفاوضات مستمرة بين الأطراف المتصارعة على المنزل ... ولكن السؤال المطروح والملح هو : إلى أين ستصل تلك المفاوضات النادرة والغريبة ؟ وما الذي بقي عند أصحاب المنزل المسروق لكي يقدموه إلى ( كبير اللصوص ) ورعاته وداعميه في جلسات حوارهم المقبلة و التي لم ولن تنتهي ؟؟؟

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا