26-08-2011 10:21 AM
ما دون جلالة الملك ينبغي ان يكون غير محصن عن المساءلة القانونية كائنا ما كان ، لكن وللانصاف فإن رؤساء الوزارات والوزراء وكبار موظفي الدولة وفي معظم الحالات لا تجد منهم تقصيرا يرقى الى درجة الفساد ، وهذا ليس معناه ان كل كبار رجال الدولة هم من المعصومين الذين لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم ، فالمعروف ان لكل قاعدة شواذ ، مشكلتنا تكمن فيمن يختبؤون وراء الكبار ويحتمون بهيبتهم القانونية او المعنوية ، ثم ما يلبثوا ان يطلقوا العنان لأنفسهم يعيثون في البلاد والعباد فسادا سواء كان ماليا او إداريا .
على سبيل المثال لا الحصر يتسلم فلان الفاسد منصبا فأول عنوان في اجندته هو استغلال المنصب للإثراء غير المشروع بعد ذلك لا يتورع عن قبول الرشوة أو الواسطة والمحسوبية ، ويتصرف في المنصب وكأنه مزرعة خاصة ورثها عن الوالد ، المصيبة ان أحدا ممن هم اكبر منه او أصغر ليسواعلى استعداد ان يقولوا كلمة حق عند مسؤول جائر ،بل تجد كيل الثناء والمديح له من الجميع بالقنطار ، حينئذ من الطبيعي ان يسرح ويمرح كيفما يشاء الى ان يترك المنصب ، بعذ ذلك حدّث ولا حرج حيث تشهد طابور المادحين سابقا يقولون الآن فيه أكثر ما قاله مالك في الخمر ، لكن ما الفائدة من كل هذه الأقاويل بعد خراب مالطا ..
توريث المناصب هي من أسوأ الظواهر الذي يعيشها مجتمعنا ، مما يحبط كل مجتهد من أولئك الذين لم يولدوا وفي افواههم ملاعق من ذهب ، فهم مدركون انهم اولاد رعيان او حراثين او حرفيين او من هم على باب الله ، ولا نصيب لهم في الوظائف العليا التي عادة ما تكون محجوزة لفلان ابن فلان الذي كان يشغل المنصب الفلاني ولعلان ابن زيدان الذي كان يحتل الموقع الفلاني ، والنتيجة ان معظم اولاد الذوات وليس كلهم فاشلون وطنطات .
الاصلاح هو المطلب الشعبي الذي لا مندوحة عنه ، لكن - وانا احب دائما ان استدرك واستعمل هذه المفردة - هل يصلح العطار ما أفسده الدهر ؟؟ الجواب ليش لأ .. كل شيء ممكن .. نحن في زمن العجائب ، ولولا أبالغ لقت نحن في زمن المعجزات ، ولكوني انسان مؤمن والحمد لله فلا معجزات الا للرسل ، وسيدنا محمد عليه السلام هو أخر الرسل ولا نبيّ بعده ، اذن ربما نحن في زمن الرويبضة .. لا أدري .. كل شيء جائز ، وكل الاحتمالات واردة .. وهذه اللازمة كنا نسمعها في موضوع آخر وموضع آخر من معالي ابو الفهد وصديقنا الاستاذ احمد سلامة .
ثمة حقيقة لا نحيد عنها وهي ان الملك خط أحمر وكذلك الملكة ، فان وجدت البطانة الصالحة فالدنيا بخير ، وان كانت غير ذلك فلا نملك سواء الدعاء الخالص أن يهيء له بطانة صالحة تعينه على خير لخدمة هذه الأمة وخدمة هذا الانسان الأردني الغلبان لكنه الوفي لوطنه ومليكه وأمته .
malshawahin@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-08-2011 10:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |