حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 6961

جواز سفري الأردني

جواز سفري الأردني

جواز سفري الأردني

07-10-2011 05:15 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

  أتذكر حينما بلغت الثامنة عشر من عمري وحصلت على جواز السفر الأردني ، بأنني فرحت فرحا كثيرا ومن شدة الفرح كنت دوما أضع هذا الجواز في جيب القميص الأبيض أحمله معي ذهابا وأيابا حتى يظهر على مرأى من الجميع ليعرفوا بأنني أصبحت كبيرا وخرجت من وصاية دفتر العائلة ، فأنا لم أعد مراهقا ...!!!!

وما إن كبرت وبلغ الشيب مني مبلغه حتى ختم جوازي بالعديد من تأشيرات الدخول للعديد من الدول لدواعي العمل وأصبح جواز السفر بالنسبة لي مبعث فخر وحب يفوق فرحتي في سنين المراهقة لانه وعلى الرغم من صغر صفحاته فانه يحمل أسم وتاريخ الأردن في طياته ، لذا كنت وفي كل محطة أعود فيها إلى بلدي الأردن دوما أستشعر بان روحي عادت إلي وقلبي يعود عطشا إلى سماءه وأرضه وهواه ، كان البعض من الأصدقاء والزملاء يعتبر عدم أكتساب الفرص من قبلي بتأشيرة السفارة الأمريكية وغيرها من الدول الأوروبية للحصول على جنسية هو مدعاة للسذاجة وضياعا للفرص ،فالأردن بالنسبة للبعض دائما ما يوشحه بعبارة " بحرها ميت وخليجها عقبة وأرضها صحراء "...!!!!!

كان دائما ردي على قولهم بإخلاص وغيري من المخلصين في الأردن كثر بأن صرح الجندي المجهول المنصوب بعمان والذي يروي قصص الأردنيين الشجعان الذين سكبت دماءهم دفاعا عن ثرى الأردن وفلسطين يتجاوز في قلبي وخاطري ثمثال الحرية المنصوب في خليج نييورك بأمريكا والذي يرمز إلى الحرية بشعلة تحملها إمرأة تحررت من قيود الإستبداد فوالله ان الجلوس بجوار " عجوز طفيلية " بعصابتها ووشمها المنقوش شموخا على هامتها يزيدني رفعة وشموخا أكثر من ذلك التاج الذي يرفعه ذلك التمثال ..!!!!!

فكفاني أن هذه العجوز بعصابتها علمتني قبل أن أقرأ عن أمريكا وتمثالها أن الأردن والطفيلة منها (بطوابينها) هي أنقى وأجمل من (هولندا) وطواحينها ،بل أن كتب التاريخ التي درستها في وطني الأردن علمتني أن أسم الأردن الموسوم والمكتوب على جوازي هو بلد المهاجرين والأنصار والأحرار وهو أكثر رفعة وسموا بجوعه وفقره من بلاد (العم سام) لأنه أرض الحشد والرباط وان فيها ومنها مر وعبر وسكن الأنبياء وسطر فيها الصحابة العظماء ملاحم في الفداء والأخلاق تفوق بطولات الغرب في الحروب العالمية الأولى والثانية ، بل أن قصص (وصفي) و(هزاع ) و(حابس )المروية عبر تاريخ الأردن بالنسبة لي هي أفضل من بطولات وتضحيات (إبراهام لنكولن) و(مارتن لوثر كنج )الثورية ...!!!!!

كثيرون غيري من الأردنيين طافوا العالم وجالوه ولكن لم يغيروا فؤادهم وأستبدلوا جوازهم ليكسبوا الجنسيات الأوربية فحب الأردن مسكونا في فؤادهم حتى وإن عادوا إلى بيوت من طين ولم يأخذهم حب " الهوت شوكليت " عن القهوة السادة ولا " الهمبرغر" عن " المنسف " وسندويشات " الزعتر " المغطس بزيت الزيتون ، فالأردن بلد الطيب والتين والزيتون وزهر الدحنون...!!!!!! لا تلوموني إن كتبت عن نفسي وهواها فوالله حبي للأردن وترابه مسكون في أعمق واخفض نقطة في قلبي تماما كما هو " البحر الميت " الساكن بقلب الأردن في أخفض نقطة بالكرة الأرضية ، لا تلوموني بل لوموا عتبا أولئك الذين تخلوا عن الوظيفة العامة وخدمة الوطن حبا في الجواز الأوروبي ومنهم للأسف من كانوا أعيانا وسفراء لنا ، ولا أدري كيف أرتضوا لأنفسهم أن يتولوا امورنا العامة بالأردن وقلوبهم وأفئدتهم معلقة ببلاد أخرى ، ليتنازلوا عن الوظيفة العامة بغير رجعة بسرعة وبجرة قلم وهو ذات القلم الذي كتبوا فيه إلينا وأشبعونا فيه عن حب الأردن والإيثار إليه ليتبين لنا فيما بعد بان الخدمة العامة كان بالنسبة إليهم إسثئتارا لكسب الوجاهة وامور أخرى هم أدرى بها ...!!!

فإلى هؤلاء أقول بأن تخليكم عن خدمة الوطن من كافة محافله هو فرصة للأردنيين الأحرار ليحلوا محلكم ، فهم الأصدق بحبهم وعطائهم فهؤلاء أبناء الحراثين هم القادرين على إزالة الشوك الفاسد من أيدينا كما تعلموا من أجدادهم حراثة الأرض وإزالة الشوك منها ، ونحن ما زلنا نغني معهم أغنية أردن أرض العزم أغنية الظبى ، نبت السيوف وحد سيفك ما نبا ....!!!!

ولان جواز السفر لأبناء الحراثين هو جواز ودفتر حب وإنتماء للوطن وليس حقيبة سفر ...!!!!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 6961
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-10-2011 05:15 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم