بقلم : أ.د. أمين المشاقبة
أثناء خطابه في الكنيست أبرز مصراً على استمرار الحرب للأجندة السياسية التي يعتمد عليها في الاستمرار في الحكومة، حيث يسعى لتحقيق انتصار استراتيجي في قطاع غزة يهدف بذلك الى تغير صورته لدى الشارع الاسرائيلي، آخذين بعين الاعتبار تأجيل البدء في محاكمته إلى شهر شباط حيث صرح المدعى العام أنه ستكون هناك أربع جلسات في الأسبوع الواحد.

إن تحقيق أي انتصار على حركة المقاومة يحتاج الى حرب استنزاف طويلة المدى لأن العمليات (المناورة) العسكرية الآن مضى عليها ما يزيد عن ٨٠ يوماً ولم تحقق الأهداف الاستراتيجية وهي تفكيك قدرات حماس، والقضاء عليها، واستعادة المخطوفين.

الاستراتيجية المتبعة بالحرب اليوم هي استهداف المدنيين وهدم المساكن وتكبيد أكبر خسائر من المدنيين، وبث الرعب والخوف في نفوس الأهلين من أجل الدفع بهم للهجرة، وهذا ما تحدث عنه نتنياهو في ذلك الخطاب، الدفع بالهجرة الطوعية لسكان غزة، والعمل على ايجاد دول لاستضافة اللاجئين من أهالي غزة.

إن هذا الهدف هو جريمة حرب جديدة بالضغط العسكري والابادة الجماعية هدفها الاساسي هو التهجير والعمل على تغيير ديمغرافي كبير في القطاع، يسهل مستقبلاً على اسرائيل التعامل مع من يبقى من سكان غزة، أن العقل الاسرائيلي يقوم على الكراهية للعرب وخصوصا الفلسطينيين، ناهيك أن هذا العقل يؤمن بقتل الاغيار، ويشعر بأنه «شعب الله المختار» كأيدلوجية دينية متجذرة في الشخصية اليهودية وأن الشعوب الأخرى ماهي إلا حيوانات بشرية لا تستحق الحياة. فحالة الغطرسة والشعور بالتفوق العرقي على الأخرين متنام في هذا العقل الذي أخرج قانون يهود?ة الدولة الصافية في العرق لليهود وليس لغيرهم.

من هنا سوف يتسع نطاق هذا التفكير الى الضفة الغربية والضغط المتواصل للدفع بالتهجير حتى لو اخذ ذلك سنوات فالتخطيط موجود والمراحل مستمرة، انهم يريدون أرض فلسطين التاريخية كاملة، وعمليات التهويد قائمة على قدم وساق، ولا يؤمنون بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وعملياً مفهوم الدولة الفلسطينية انتهى على الأرض حيث يوجد ٦٥٠ الف مستوطن بما يزيد عن ١٤٤ مستوطنة، وعملية تهويد القدس الشرقية تجري بتسارع، والتقسيم الزماني للمسجد الأقصى قائم وتغيير الوضع التاريخي محل مخططات مرسومة وعلى عدة بدائل مدروسة عددها خ?س (5) مخططات، أي فرض سياسة الأمر الواقع، والتساؤل ماذا يعني ذلك للأردن؟

بصراحة السياسات الاسرائيلية والمخططات القائمة تشكل تهديداً واضحاً وجلياً للأمن الوطني الأردني، بكل اتجاهاته. الأردن الرسمي يعلن إيمانه بعملية السلام، ولن يتحقق الامن والاستقرار الا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.

وأمام الممارسات والسلوك السياسي الإسرائيلي فأن الاستراتيجية الأردنية لا تٌؤخذ بعين الاعتبار أي أن اسرائيل تمارس عملياً سلوكاً معادياً للأردن؟!

وتدفع علناً بعدم احترام المواقف الأردنية، والدور الأردني الداعي لأمن واستقرار المنطقة والدفع بالعملية السلمية إلى الأمام.

وبالعودة الى التصريحات المتعلقة بالتهجير، وبالنسبة للحالة هنا، سيكون التهجير الناعم اسلوباً وطريقاً لتفريغ أكبر عدد ممكن من سكان الضفة الغربية باتجاه الأردن الذي تحمل العبء الأكبر من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين عبر ٧٥ سنة من عمر القضية الفلسطينية، أن الضغط الممارس عملياً في العديد من مناطق الضفة، وجعل الحياة مستحيلة للناس سيدفع تدريجياً هذا النوع من الهجرة وكمحصلة مرحلية فإن أحد الحلول المطروحة للصراع هو الحل على حساب الأردن.

إن القضاء على المقاومة الفلسطينية سيقود الى إنهاء الحلم الفلسطيني مرحلياً، وهو يعني بدء مرحلة جديدة لإسرائيل في محاولة الهيمنة والسيطرة واختراق المنطقة العربية، اقتصادياً،وتكنولوجياً، وعسكرياً، وهذا أحد المخططات الرامية للتوسع باتجاهات متعددة. وربما يكون بداية لإبراز الحكومة «الكليانية» العالمية المهيمن عليها من قبل الحركة الصهيونية.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا