بقلم : د. ماجد الخواجا

منذ سنين لم أركب في باصات الكوستر.. اليوم عشت حالة بسيطة لكنها معبرة عن حال الركاب لهذه الحافلات والمعاناة التي يعيشونها يوميا...

كنت عند مجمع الشمال واقفا على الاوتوستراد. انتظرت إلى أن جاء باص كوستر الزرقاء صويلح.. ركبت وسألت الكونترول عن الأجرة فقال ٦٥ قرش.. قلت : هل هذه الأجرة من الزرقاء إلى صويلح . قال نعم. قلت ولماذا أدفع الأجرة كاملة وانا ركبت من المجمع الشمالي. أجاب أن الأجرة لا تجزأ.. طبعا حاولت أعيش الجو الذي يعيشه طارق أثناء رحلته اليومية إلى ماركا.. الكونترول قصة بحد ذاته. أما السائق فهو حكاية ورواية ومستوى متقدم لا يجرؤ الركاب على مجرد الحديث أو التواصل معه. السائق والكونترول مسموح لهما التدخين والعصبية وتبادل النكات أو الشتائم والتحذير من الشرطة والبحث المخابراتي عن أي راكب ولو على بعد مئات الأمتار. طبعا اليوم السبت والحركة خفيفة كما يتداول السائق والكونترول. لكن مع ذلك تم تحريكي مرتين داخل الباص. مرة لشاب استبدلوه بصبية ومرة لصبية استبدلوني بها.

عندما وصل الباص إلى الجامعة الأردنية كان هناك باص على خط الجامعة البقعة. دار حديث ثنائي بين السائقين مع مداخلات من قبل عطوفة الكونترول. وتوصلوا لاتفاق ببيع الستة ركاب المتبقين في باص الزرقاء لباص البقعة مقابل دفع ربع دينار عن كل راكب من الستة وأنا واحد منهم.استوضحت من فخامة السائق ما المطلوب مني فعله. أجاب أنه علي أن أنزل وأركب بالباص الثاني وأنه لا يترتب علي دفع أجرة إضافية. قلت له لكنني أريد النزول داخل صويلح. وباص البقعة سيقوم بإنزالي عند الدوار. نظر الي مبتسما وهو يقول :طبيعي ينزلك عند الدوار هيك العادة. أفرغ الباص حمولته من الركاب الستة. وجلسنا لتبدأ رحلة وقصة جديدة مع كونترول وسائق جديد. اتصلت بطارق طالبا منه أن يتحرك بالسيارة وينتظرني عند دوار صويلح. وتتواصل الحياة بهذا الجمال. عندما تحدثت لطارق عن تجربتي. قال لي. غني في عبك أنه اليوم السبت ولا كان لقيت حالك عالواقف طول الرحلة.

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا