بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ),المكر في اللغة يعني الاحتيال والخداع ,وهذا ما كان وباقي في استحلال فلسطين الارض المقدسة ,من قبل من لعنوا على لسان داوود وعيسى ابن مريم ,استحلال لمشيئة الله تعالى , ليحق مكره تعالى برد شر مكرهم عليهم لينال من مكروا بهم الخير, بجمعهم من شتاتهم المكتوب عليهم ,لتخليص البشرية من شرارة الفتن والفساد الذي علوا فيه وجشع الربى وجميعها متمثلة بالنظام الصهيوني الرأسمالي ..............
لقد سبق احتلال الجزء الاول من فلسطين ,عندما كانت ضمن الانتداب البريطاني ,بان جرموا اهلها عند امتلاك ابسط مقومات المقاومة وأصغرها من السلاح الابيض,وكان هذا الانتداب راعيا للمغتصبين حتى بعد الانسحاب من فلسطين في تاريخ 15.5,1948 ,وبالتحكم بقدرات حرب الجيوش العربية , وبادارة حرب بعضها قبل تعريبها ,وتم تحديد وضبط المقاومة الشعبية ,بالإضافة للمجازر الرهيبة التي ارتكبت في قرى ومدن فلسطين ,لكي يهاجر اصحاب الارض منها ............
مخطط ماكر نتج عنه احتلال بدون مقاومة من شعب اعزل لعقود من الزمن ,وأمة لا تملك ارادتها ,واحتلال همجي مجرم شرد قهرا الكثير من ابناء فلسطين , برعاية ودعم من ساسة النظام العالمي الصهيوني ,ظنا منهم لتحقيق المقولة الكاذبة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ............
امتد هذا الكذب وتنامى من ارض بلا شعب,الى الحق التاريخي لهم في هذه الارض ,والترويج الاعلامي لما بعدها كمقدمة لشعار دولة الكيان ,مستخدمين كل انواع المكر في طمس التاريخ الجغرافي لهذه الارض ,ولم يسلم من هذا الطمس حتى شواهد القبور,ونسبها لهذا الكيان ,وفي تزييف التاريخ بصناعة الاثار المصطنعة وطمرها في اماكن عديدة ,وحفريات الاقصى في البحث عن الهيكل ما هي الا للتسويق الاعلامي ,لتصديق تزييف التاريخ ,الذي نتج عنه الكنيسة المتصهينة ,التي اصبحت تؤمن بخرافة نبوآت ما بعد هدم المسجد الاقصى.,رغم ان اليهود لا يؤمنون بعيسى عليه السلام وبعهده الجديد,ورغم حداثة تاريخ عداء الكنيسة لهم لتعاملهم بالربى ,وحداثة تشويههم لسمعة الكنيسة,والانقلاب عليها من خلال بداية قيام النظام الراسمالي الربوي العلماني ........
التاريخ الحقيقي لفلسطين يدرك من خلال جميع كتب الله المنزلة ,الذي يقر به الكثير من اليهود من خلال توراتهم بان القوم الجبارون وهم الفلسطينيون كان اول من سكنوا فلسطين ورفض اليهود دخولها في عهد سيدنا موسى عليه السلام ,ومن ثم تاريخ الامم التي سلطها الله تعالى عليهم لتحقيق شتاتهم في الارض ,نتيجة قبح اعمالهم في العداء والاستعلاء على البشرية ,فقد شتتوا في عهد الرومان ,وحوصروا في مجتمعات معزولة في اوروبا, ولم ينالوا السلم والامان الا في ظل الدولة الاسلامية ومنذ بدايتها ,رغم عدائهم لهذا الدين...............
لقد شاء الله تعالى ان تكون ارض فلسطين المقدسة بقدسها الشريف ,ان تكون نهاية فساد المفسدين في ارض الله تعالى ,بان جعل الله تعالى الاقصى ,قبلة الجهاد ,فمن قراء تاريخ الاقصى ,يجد انه دائما ما يكون المحفز ,لوعي الامة ورجوعها لدينها,التي بدأت بشائرها في الظهور ,فنهاية الكيان لا بد ان تكون من منطلق ديني سواء في العداء او الردع ,تحقيقا لوعد الله تعالى الحق عليهم,( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7),بلا وربنا كما هو وعد الله تعالى الذي تحقق على بني اسرائيل في كل مراحل تاريخها سواء في تشتيتهم ,او في وعده بعداء البشرية لهم (فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (167) وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)صدق رسول الله بما نزل عليه بالحق ,وان هذا الوعد فيه شفاء لقلوب المؤمنين , وقرب العلو من درجات الاخرة ,لمن نال الشهادة على يد اعداء الله تعالى ,وخلود في الحياة الدنيا الى ان يرث الله تعالى ارضه ومن عليها ............
يا الله لك الحمد با رب العالمين ,ان تعجل بما قضيت على اعدائك ,لا اله الا انت القريب السميع البصير , سبحانك انا كنا من الظالمين لأنفسنا, فردنا لدينك ردا جميلا, امين يا ارحم الراحمين ,وصلي اللهم وسلم لنا كما تحب وترضى وامرت على حبيبك محمد ........

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا