حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3798

تأثيرات وبواقي مؤامرات ودسائس

تأثيرات وبواقي مؤامرات ودسائس

تأثيرات وبواقي مؤامرات ودسائس

23-12-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

لقد أرست بما يسمى حركة الإصلاح الديني البروتستانتيه عقيده لاهوتيه جديده مناقضه كلياً للعقيده الأوغسطينيه بأخذها بالنص الحرفي للتوراه العبريه وتبني النبؤات الوارده فيها زاعمه بعصمتها ودلالتها على الأحداث المستقبليه التي تتمثل بالوعد الإلهي لليهود بأرض الميعاد.   والذي تتحقق بقيام دولة إسرائيل وبإستيلائها على مدينة القدس العربيه كمؤشر على تحقيق ما جاء في النبؤات وأنه سيعقب ذلك إعادة بناء الهيكل الثالث كمقدمه لمجيء المسيح الثاني حيث سيتم إنتصاره على قوى الشر في معركه "هرمجدون" وسينعم الأتقياء الناجون بحكمه الميمون سحابة ألف سنه ينتهي بنهايتها العالم ولقد ترسخ في أذهان العقول البروتستانتيه وما أفرخته من عصابات إنجيليه وزمر لها أسماء كنائس أن المسيح يهودي وأنه تكمله لأنبياء "التوراه" وأن اليهود شعبه المختار المفضل على كل الشعوب وإن فلسطين أرض يهوديه، كل ذلك حصل قبل ثلاثة قرون من ولادة الصهيونيه اليهوديه مشكلاً تمهيداً قوياً لها ومناخاَ مشجعاً لإنطلاقها.   ومنذ أواسط القرن السابع عشر أخذ البروتستانت يدعون بإلحاح الى وجوب عودة اليهود الى فلسطين وكان أكثر المتحمسين لهذه الدعوه واسبقهم فيها الجماعه البيوريتانيه في إنكترا التي تزعمها أوليفر كومويل (1649-1658)، والتي طالبت الحكومه البريطانيه بأن تعلن التوراه دستوراً للقانون البريطاني.   وفي هذا الإتجاه حل كرمويل البرلمان عام (1653) واستبدله بالبرلمان المؤلف من القديسين، المؤلف من سبعين عضواً أسوه بعدد أعضاء السنهدريم (المجلس الأعلى اليهودي القديم) ورأي في عودة اليهود الى فلسطين أمراً تقضيه المشيئه الإلهيه من جهه، ومن جهه ثانيه سياسة تعود بالنفع الإقتصادي الصميم على بريطانيا.   وبذلك التقى الجانبان اللاهوتي والسياسي معاً في التوجه الغربي ولا يزال ذلك مستمراً.   وجاءت الترجمه العمليه لهذا التوجه على يد نابليون بونابرت عند غزوه لمصر وفلسطين في أواخر القرن الثامن عشر بدعوته العلنيه لليهود بالعوده الى أرض الميعاد.   غير أن بريطانيا أحبطت مساعيه وتولت بدورها القيام بالمهمه إنطلاق من العقيده اللاهوتيه البروتستانتيه والمصالح السياسيه وزاد من إندفاعها توحد مصر وبلاد الشام قبيل منتصف القرن الماضي على يد محمد علي باشا، وتأمين مواصلاتها الى كبرى مستعمراتها الهند في جنوب شرقي آسيا لاسيما بعد شق قناة السويس بحيث يصبح الوجود اليهودي في فلسطين قاعده لحماية طريق مواصلاتها الى مستعمراتها.   ولقد جاءت الحرب العالميه الأولى فرصه ذهبيه لتجسيد ما تريد بإصدارها وعد بلفور الذي نص على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وتمكنت من تنفيذه بإنتدابها على فلسطين وتضمينها وعد بلفور في صك الإنتداب الذي إنتزعته من عصبة الأمم وأكملت المهمه بعدها الولايات المتحده الأميركية بدافع ديني لاهوتي يزداد ترسخاً يوماً بعد يوم وتعود جذوره الى هجره البيوريتانيين الإنكليز الى العالم الجديد.   المتمسكين بقوة بنبؤات العهد القديم (التوراه) وبدافع سياسي تماماً كما كانت الحال عليه في بريطانيا ولا يقل العامل الأول أهميه من العامل الثاني وهو العامل الأقوى والفاعل في الدعم الغربي لإسرائيل.  

وأخيراً، تتضح أبعاد الأثر الديني البروتستانتي في إنشاء اسرائيل والإستمرار في دعمها وأفعال عدد هائل من المسؤولين الذين كان لهم دور في ولادة اسرائيل وبقائها والإعترف الغربي الرسمي بوجودها لعدة حقائق يمكننا الإستشهاد بغيض من فيض من الأمثله "فلويد جورج" رئيس الوزارة البريطانيه التي أصدرت وعد بلفور كتب يقول : "لقد نشأت في مدرسة تلقنت فيها تاريخ اليهود أكثر مما تلقنت تاريخ بلادي وبمقدوري أن أذكر أسماء ملوك إسرائيل جميعاً.   ولكني أشك في مقدرتي على تذكر ستة أسماء من ملوك إنجلترا، أو مثل هذا العدد من ملوك "ويلز" لقد اشرأبت نفوسنا بتاريخ الجنس العبري في أيام أمجاده العظيمه، واستوعبنا أدبة المقدس باعتباره جزءاً من أفضل ما في الأخلاق المسيحيه."

ويقول "بلفور" الذي يحمل الوعد إسمه في مقدمته لكتاب سوكولوف "تاريخ الصهيونيه" : "أن نصوص الكتاب المقدس (التوراه) تحملك على الإعتقاد بأن المعرفه الدينيه الكامله تنشر في العالم من هذه الأرض.   وبواسطة هذا التاريخ وهذا الشعب وحده" ومن المسيحيين المتصهينين مبكراً، اللورد "شافتسبري" (1801-1885) ومن أقواله : "أن لبريطانيا مصلحه خاصه في رعاية القوميه اليهوديه وتقديم العون الى اليهود كي يعودوا الى بلادهم القديمه وأن قومية اليهود موجوده ولابدّ للأمه اليهوديه من وطن والوطن القديم للشعب القديم."   ولقد أقرّ زعماء صهاينه من اليهود بتحقيقه فعاليه التأثير اللاهوتي البروتستانتي الغربي في دعم الصهيونيه اليهوديه، وفي هذا الصدد يقول المؤرخ الصهيوني "فبرانز كوبلر" : "لقد شاركت قطاعات كبرى من شعوب نصف الكره الغربي في نصره المثال الأعلى للشعب اليهودي وتعزيزه ويحتل الشعب البريطاني مكانه بارزه بين هؤلاء."   ففي بريطانيا تم تطوير فكرة الإرجاع والإسترجاع الى العقيده.   وقد إزدهرت أيضاً فكرة إسرائيل المنبعثه من جديد، وهي ظلت مسألة خلق وطني قومي يهودي قضية سياسية ومستمره جرت ترجمتها الى حيز الواقع الراهن.

على المدى اللاهوتي البروتستانتي بتشعباته المتعدده في الولايات المتحده قد فاق الى حد كبير المدى الذي قام في إنكلترا، ومعظم المسؤوليين الأميركيين الكبار من أتباع   هذه التشعبات فالرئيس المعمداني الراحل "جورج بوش" الإبن لم يكن الوحيد في اعتباره "أن إنشاء دولة إسرائيل هو إنجاز النبوءه التوراتيه وجوهره" وأنه من المؤسف أن مجمل الكتابات العربيه تناولت شأن دعم الغرب لإسرائيل من جوانب سياسية للغرب مصلحه فيها ومن جهة ثانيه للنفوذ اليهودي الحالي والإعلامي والإنتخابي دون التركيز على الجانب الإيماني اللاهوتي المغلوط وتبيان ضلالته، ذلك ما صممنا العزم على تحقيقه من خلال مقالاتي السابقه واللاحقه بهذا الشأن على أمل أن يجد أعضاء ما يسمى كنائس إنجيلية في رسالاتي مستمد قوتي من قول الروح القدس في الإنجيل المقدس وفي رسالة بولس الرسول الى أهل كورنثوس الثانيه الإصحاح السادس ومن العدد السابع عشر لذلك أخرجوا من وسطهم وإعتزلوا يقول الرب، ويتابع الروح القدس تحذيره في نفس الرساله الإصحاح الحادي عشر ومن العدد التاسع عشر "فإنكم بسرور تحتملون الأغبياء، إذ أنتم عقلاء! لأنكم تحتملون: إن كان أحد يستعبدكم! إن كان أحد يأكلكم! إن كان أحد يأخذكم! إن كان أحد يرتفع! إن كان أحد يضربكم عل وجهكم! على سبيل الهوان أقول: كيف أننا كنا ضعفاء! ولكن الذي يجترئ فيه أحد، أقول في غباوة: أنا أيضاً أجترئ فيه.   أهم عبرانيون؟ فأنا أيضاً.   أهم إسرائيليون؟ فأنا أيضاً.   أهم نسل إبراهيم؟ فأنا أيضاً.   أهم خدام المسيح؟ أقول كمختل العقل، فأنا أفضل: في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مراراً كثيره.   من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلده إلا واحده.   ثلاث مرات ضربت بالعصى، مره رجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينه، ليلاً ونهاراً قضيت في العمق.   بأسفار مراراً كثيره، بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار في المدينه، بأخطار في البريه، بأخطار في البحر، بأخطار من إخوه كذبه." وقد إختبرت ذلك بنفسي !!

ezzatqussus@yahoo.com

 

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 3798
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-12-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم