حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8531

رانيا حدادين تكتب : المطبخ السياسي ايام الطفوله

رانيا حدادين تكتب : المطبخ السياسي ايام الطفوله

رانيا حدادين تكتب : المطبخ السياسي ايام الطفوله

16-03-2019 08:32 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

‎ايام الطفولة كان " المطبخ السياسي " مختلف معني باحتياجات مختلفة كانت اقوى خطة سياسية، كيف نقنع الاهل بتأخير ساعة النوم قليلاً حتى نشاهد مسلسل ما بعد نشرة الاخبار ، او كيف نخطط الانتهاء من الدراسة في اليوم الثاني (ولو شلفقة )لنخرج للعب مع بنات الجيران قبل الساعة الرابعة ( لانه كان ممنوع علينا الخروج قبل الرابعة لان الشمس حامية )ومن الممكن الوصول لخطه اوسع واشمل الاطاحة ببنت مغروره بالشلة بقرار جماعي ونكسر هيمنتها علينا ،وممكن ان اكون واحده من المخطط ضددهم لانني بتلك الايام كنت قيادية ولا اسمح لأحد الوقوف أمامي ، ارسم الخطط وانفذها بطريقة سياسية متقنة . ‎واستذكر قول لخالي( انتي فتاه دبلوماسيه ومخيفه) وابي يقول (سوف تصبح مديرة مدرسة) عندما اكبر ودائما كان الخال يتغنى بشخصيتي وحضوري ،وبما انه مختار العشيرة كان ينسب هذه الشخصية له ويبدأ النقاش مع والدي عن مهارتي بالكتابة وردودي الدبلوماسية . كبرت وظهرت قوة شخصيتي اكثر واصبحت عريف الصف وقائد الاذاعة المدرسية ومقدمة لبرامجها، ارسم خطة اليوم الثاني ومن سيتحدث بالاذاعه وهنا كان الكل يريد ان يرضيني لأظهار قدراته ولا انكر انني احببت هذا الدلال من الزميلات ولكن بنفس الوقت كانت محبتهم لي قوية لاني كنت عادلة ،واوزع المهام بالتساوي بينهن دون اقصاء اياً منهن . تغيرت الصورة لدي‎واصبح المطبخ لعبة مختلفة وترشحت لرئاسةمجلس الطلبة وبجداره واستحقاق وبفارق كبير بين الطالبات فرحت واعتبرت نفسي من المحظوظات وكأني ادير دوله ، اشبعت الغرور القيادي بداخلي وبدأت اطبخ خطتي لكي تليق بطموحي للتقرب من لجنة التدريس . ‎المديرة في ذلك الوقت كانت مدركه لقدراتي وساندت مسيرتي وثقتي بنفسي ودعمت نشاطي الثقافي والرياضي بما اني كنت اجيد لعبة السلة بجداره واغطي غياب فتيات كرة اليد واحرز تقدم حين وجودي ، مسابقات الشعر في الاذاعة الصباحية كنت ابدأها بابيات تربك المتناظرات واجيد مباغتتهم بلفظ قوي يجعل من يسمعني يهاب الوقوف أمامي ، ليس لاني شاعرة، بل لاني على مقدره باستحداث اللفظ بذكاء .وكبرت اكثر وشاركت بالعمل الحزبي وحاولت ان اجد منفذا للعمل التشاركي ولم انجح فالقرارات كانت منفردة حتى ولو ظهرت بصورة جماعية وكان العيب بالمنتمين وليس بمعنى العمل الحزبي ،وكان الحزب في الاردن صورة مصغرة عن الدولة . ‎وهنا ‎اقارن اليوم ما يحدث بالشارع الاردني ومخططات التنفيذ وترتيب الاوراق ،واحادث نفسي؟؟ هل مكونات الطبخة تغيرت ام نوع الطبخة ، نكهات متعدده وتيارات وثقافات مبنيه على فكر مختلف ، اجد باني اختلف برأي احدهم واساند الاخر واعترف بتوهان فكري احياناً يجتاحني واتوه بين الفطرة والبيئة والعامل السياسي ومكونات الدولة والصح والخطأ وجدل مع الاصدقاء وكلاً منهم لديه جبهته التي يطلق رصاصته منها ليظهر اكثر ثقافة ، اعترف بان الوعي تغير والغرور تلاشى ومحبة الذات تهذبت واصبحت اعمل ضمن مجموعه ودائرة تجمع كل الاطياف ، وادركت ان العمل مع مجموعة ضمن فكر موحد هو الاقوى ويعني تماماً انكارا للذات لاظهار الكل ، وما اردت هنا طرحه.... لماذا لا نعمل بأطار واحد لمصلحة الوطن ، لماذا لا ندرك ان الانفراد بالقرار النهائي بعيد عن المواطنه وحقوق الوطن علينا ، وأتسأل؟؟؟؟ هل طبختنا السياسية تأخذ مسمى عام والمسمى الخاص مربوط فقط بشخص يتربع على هذا المقعد ويفرض فكره الاوحد وقناعاته على مجتمع واسع فيه شرائح مختلفة من الناس ،مطالبها واحتياجاتها مختلفه وحقوق الدوله عليها متبين لا يوصف بمقدار واحد ، هل اصبحنا نفكر ضمن مربع محدود المعالم مغيبه فيه الرأي والرأي الاخر ، دعونا ننظر بنظرة شمولية لكيان المجتمع نجد ان هنالك طبخة مختلفة الملامح لكل جزئية وهذه الجزئيات لا تنسجم مع بعضها البعض ، ما اقصد بروايتي الاعتراف بخطأ ارتكبته بطفولتي وادركته مبكراً ، ان العمل الجماعي هو بذرة الخير ونتائجه جميله ،لا اوصي بنفسي واعظه ..لكنني اطرح فكرا اتمنى العمل به ، يجب اشراك جميع الاراء لنخرج بألية عمل تصلح للمجتمع بأطيافه ولا ندع شخص يظهر نفسه وكانه المحارب والمدرك لنقطة القمه ونحن مغيبين ليس هو صاحب القرار الاوحد وليس هو صاحب الوصاية العامة بما ان العمل ليس جماعي ، لنرفع راية المطالبة بالتشاركية بالحل نحتاج للغة واضحة المعالم ولا تكمل الطبخة دون الملح والفلفل الاسود . . #رانيا_حدادين


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 8531

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم