حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12372

بالصور .. قلعة "الصبيبة"اسطورة فلسطينية تاريخية

بالصور .. قلعة "الصبيبة"اسطورة فلسطينية تاريخية

 بالصور .. قلعة "الصبيبة"اسطورة فلسطينية تاريخية

29-10-2018 08:31 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - 'قلعة النمرود أو قلعة الصُبَيْبَة ومعناها تصغير من الصبة وهي مربض الخيل، قامت هذه القلعة فوق صهوة جبل شاهق ذي منحدرات عمودية صعبة هو جزء من الأعضاد الأولى لجبل الشيخ تتبع قرية جباتا الزيت وترتفع عن مستوى البحر 816 م وتطل على بانياس والحولة ولذلك كانت من المواقع الإستراتيجية في بطون التاريخ. وإن الاسم المتداول (النمرود) اعتباطا نسبة لرواية دينية بأن ملك جبارًا يدعى النمرود كان يسكن في القلعة وهو الذي ألقى بسيدنا إبراهيم في النار (فكانت بردًا وسلامًا على إبراهيم) ولشدة غروره بعث الله بعوضة دخلت في أنفه فنخرت رأسه ومات بكفره.

يعد الأيوبيين هم أول من شرع ببناء هذا الحصن لمواجهة الخطر الصليبي خلافًا لرواية تدعي بناؤها من قبل عصابة من الحشاشين، وتأريخ هذه القلعة مرتبط بذكريات الحروب التي جرت في بلاد الشام وخاصة الحروب الصليبية، وتذكر التواريخ أن الأتابك ظهير الدين طغتكين (520ه -1126م)كان قد سلمها إلى الطائفة الإسماعيلية لما رأى استفحال أمرهم في حلب ودمشق وأملًا بدفع شرهم ولتسليطهم على الصليبين، غير أنهم عملوا بالعكس وأبدوا الخيانة حيث أنهم تواطؤا مع هؤلاء وسلموهم القلعة فأحتلها الملك الصليبي (بلدوين) سنة 1129م ومنحها إقطاعية لروبينه بروس ولورثته من بعده. وفي سنة (527ه -1132م) جاء شمس الملوك إسماعيل بن تاج الملوك بوري بن طغتكين وهو حاكم دمشق فاستردها، ووضع فيها أحد قواده، لكن هذا الأخير سلمها إلى عماد الدين زنكي صاحب حلب الذي كـان خصمًا لآل طغتكين أصحاب دمشق. فقام آخر هؤلاء وهو مجير الدين أبق بن محمد بن بوري واتفق مع الصليبيين على استخلاص القلعة من الزنكي....، وزحف جيشه مع جيشهم وحاصر بانياس والقلعة قذفت بالمنجنيقات واحتلوها سنة (544ه – 1139م) واستلمها الفرنجة بعد أن طردوا حليفهم مجير الدين المذكور وأرجعوه بخفي حنين، وجعلوا فيها القائد الصليبي انفروي الثاني دوترون نائب ملك القدس ((ثم قلت في نفسي هذا جزاء من يتحالف مع الأعداء ويمكنهم من أراضي وقلاع بلادنا الإسلامية للنكاية ولمآرب شخصية خسيسة))

وظلت القلعة في أيدي الصليبين إلى أن جاء الملك العادل نور الدين بن محمود بن عماد الدين الزنكي وشرع يهاجم القلعة والأعداء يردونه ويعيد الهجوم إلى أن تمكن من استعادتها سنة (560 هـ - 1157 م) ويقول مؤلف كتاب القلاع العربية أيام الصليبين " أن الملك نور الدين كرر هجومه على القلعة في غياب أنفروي الذي كان في حملة على مصر مع الملك أملريك، فأجبرها على الاستسلام بعد حصار طويل لتصبح بيد العرب ".انتهى


إحدى نواحي الجولان وتظهر القلعة
واستقرت القلعة بيد العرب وقد أعطاها السلطان الأكبر صلاح الدين الأيوبي لأحد أولاده وهو الملك الأفضل لما أعطاه بلاد الشام كلها ثم انتقلت إلى يد عمه الملك العادل أبو بكر الذي أقطعها لولده الملك العزيز عثمان حاكم بانياس، ثم انتقلت بعد ذلك إلى ابنه السعيد حسن (وقد أعادا الأب والابن بناء الأبراج التي خربها المعظم عيسى بن السلطان صلاح الدين لمنع الفرنجة من استخدامها كقاعدة لهجماتهم الشريرة على دمشق، وقد استمرت أعمال الترميم من سنة 1226م - 1230م، تم في ختامها بناء الحصن المنيع للقلعة بشكلها الذي نراها عليه اليوم، حيث أخذت القلعة شكل التل الذي بنيت عليه، مستفيدة من الانحدارات الشديدة له، التي غدت جزءًا مهمًا من التحصينات.

في عام 1260 قضى المغول على حكم الأيوبيين، واحتلوا القلعة وعاثوا فيها خرابًا بعد أن سيطروا على بانياس والمنطقة بأسرها. لكن احتلالهم لم يستمر طويلًا، وسيطرتهم على القلعة لم تدم سوى بضعة أشهر، حيث هزم المغول في معركة عين جالوت الشهيرة. وفي عهد السلطان الظاهر بيبرس أعاد ترميمها وأنشأ منارة لجامعها وبنى دار ًا لنائب السلطنة، وعمل جسرًا يمشى عليه إلى القلعة.

بعد أن تم طرد الصليبيين من بلاد المسلمين في القرن الثالث عشر، فقدت هذه القلعة ذكرها وأهميتها الإستراتيجية، ويقول المرحوم أحمد وصفي زكريا بكتابه الريف السوري " يبدو أنها ظلت مأوى للزعماء الإقطاعيين في أيام السلاطين المماليك والعثمانيين"

وفي ذكر الحوادث التي جرت سنة 1616م يقول حيدر أحمد الشهابي بكتابه (لبنان في عهد الأمراء الشهابيين) أن محمد باشا الوزير قد أصدر أحكامًا قضت بهدم قلعة بانياس وكذا قلعة شقيف في مقابل أن يصير لحضرة الأمير علي على سنجقية صفد وصيدا, ووعد الأمير يونس أبن حرفوش بسنجقية حمص إذا تم هدم القلاع المذكورة.....وجاءت من الشام للهدم معلمون وشرعوا فيه واستمروا في القلعتين مقدار أربعين نهارًا وكان مبتدأ الهدم في واحد وعشرين من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة (1025-ه) ومنتهاه في ثلاثة عشر من جمادى الأول من نفس العام. وفي حوادث سنة(1174- ه / 1760م) " أنه في أيام الأمير أحمد والأمير منصور توفي الأمير نجم أمير حاصبيا نيفًا عن ستين سنة. فتولى بعده ولده الأمير سليمان، فحصلت الوحشة بينه وبين أخويه الأمير إسماعيل والأمير بشير وأظهرا له النزاع على الولاية فاسترضاهما بأن أقتطع لهما الحولانية وولاهما إياها فنهضا إليها وجددا عمارة قلعة بانياس التي فيها واستوطناها، وقيل أنه لم يكن راض عن إقامتهما فيها فدس إلى عثمان الصادق الكرجي والي الشام الذي خرج بعسكر عرمرم عليهما وحصرهما بالقلعة ثم استولى عليها بالأمان ولكنه أمر بهدم ما كان قد جدده الأميران المذكوران.

وفي رواية أخرى يقول المرجع نفسه أنه في سنة (1178 –هـ/1764م) أصلح الأمير إسماعيل حاكم حاصبيا قلعة النمرود وعمر ما كان هدم من زمن بيت معن، وسكن فيها فحضر إليه والي الشام عثمان الصادق الكرخي وحاصره مدة وجيزة، وقد كان حين بلغه خروج عثمان باشا من الشام أرسل يستنجد بالأمير منصور الشهابي وقبل أن ينجده سلم القلعة عن يد يوسف آغا ابن جيري، وقبض عثمان باشا على الأمير إسماعيل وأخذ منه خمسة وعشرين كيس ونهب ما كان فيها من أثاث وذهب ثم أمر بهدمها "

ويقول المرحوم زكريا ص (572) الريف السوري ج2 " أنه لابد أن تكون الزلازل التي كانت تهز بلاد الشام من حين لآخر وخاصة زلزلة سنة 1173هـ... قد فعلت في هذه القلعة وزادت الخراب الذي أورثته الجيوش وأوصلتها إلى الحالة التي فيها خاوية على عروشها هذا وخلال الثورة السورية (1925م – 1927م) أقام الفرنسيون في هذه القلعة حامية لمراقبة حركات الثوار وقطع الطريق عليهم، إلى أن انتهت الثورة فعادت لخلوها واقفرارها.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12372

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم