حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15766

ترتيب البيت الاردني في خطاب العرش السامي

ترتيب البيت الاردني في خطاب العرش السامي

ترتيب البيت الاردني في خطاب العرش السامي

18-10-2018 08:43 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د.عدنان مساعده
إشارات هامة وواضحة ومباشرة تضمنها خطاب جلالة مليكنا المفدى عبد الله الثاني بن الحسين أمام مجلس الأمة بيّنت حجم التحديات والمسؤوليات التي تواجه بلدنا داخليا وخارجيا وجاءت لتوجيه البوصلة الوطنية ورسم خريطة طريق لتصحيح الاختلالات والتأكيد على إستراتيجية عمل ضمن نهج وطني شمولي للنهوض بالأردن وطنا يستحق منّا كل التضحية حيث أن الوطن أكبر منا جميعا، وكانت لغة الخطاب بليغة البيان في سطورها وكلماتها الرصينة والمؤثرة التي خاطبت العقل والقلب والضمير حينا ورافقها الغضب الممزوج بالعتب المشروع حينا آخر مشيرا مضمون الخطاب إلى أن بلدنا الأردن بني بسواعد أبنائه المخلصين الذين أفنوا زهرة شبابهم بذلا وعطاء وتضحية وفداء وساهموا في إعلاء أسوار الأردن لتبقى حصينة قوية أمام كل التحديات والأخطار، ولهذا خاطب جلالته مكونات الدولة الاردنية مواطنين ومسؤولين بقوله: "انصفوا الأردن لإن الأوطان لا تبنى بالتشكيك وجلد الذات، ولا بالنيل من الإنجازات أو إنكارها بل بالعزم والإرادة والعمل الجاد".

إنه الغضب الأبوي الممزوج بالعتب من وجود ممارسات خاطئة تجلد الذات وتوهن جسد الوطن من خلال الإشاعات المغرضة والتجني من خلال قنوات التواصل الإجتماعي التي شابها الفوضى بدوافع من أصحاب الأجندة الخاصة الذين لا يفكرون إلاّ بذواتهم أو عن جهل من قبل البعض او سوء تقدير من البعض الآخر كلها مجتمعة أساءت إلى مكونات ومفاصل الدولة حيث لم يسلم من ذلك الرموز والمؤسسات والأجهزة الوطنية في حالة لم نعهدها من قبل في تاريخ أردننا وبرزت ظاهرة الإستقواء على مؤسسات الوطن وضرب القوانين والأنظمة عرض الحائط تحت عناوين براقة مزيفة تحمل في طياتها الفوضى وإثارة الفتن الأمر الذي يستدعي تحصين جبهتنا الداخلية وتزويد الشارع الاردني بالمعلومة الموثوقة، وأن لا نترك تلقي مثل هذه الإشاعات المغرضة من قبل فئة لا تريد الخير لوطننا وتحاول النيل من عزيمته، كما يتطلب الأمر المراجعة والمحاسبة والمساءلة ضمن إحترام سيادة الفانون وهيبة الدولة والعدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع هي الأساس وتجفيف منابع الفساد واجتثاثه من جذوره وتحصين كافة المؤسسات من هذه الآفة الخطيرة لانها المعيق الأكبر أمام عجلة الإنتاج والعمل والبناء في جميع المرافق.

لقد وضع جلالته النقاط فوق الحروف وكانت كلماته تنبض صدقا وألما في نفس الوقت حيث أن الأردن مثل غيره من الدول شابت مسيرة البناء والتنمية فيه بعض الأخطاء، التي لا بد أن نتعلم منها لضمان عدم تكرارها ومعالجتها لنمضي بمسيرتنا إلى الأمام. وحرصا من جلالة قائد الوطن على دفع مسيرة البناء والعمل والانتاج أشار جلالته الى حالة الغضب وعدم الرضى والارتياح الناتجة عن ضعف الثقة بين المواطن والمؤسسات الحكومية، والمناخ العام المشحون بالتشكيك الذي يقود إلى حالة من الإحباط والانسحاب الأمر الذي يؤشر أيضا إلى وجود خلل يجب معرفة أسبابه ومعالجة ذلك دونما تسويف او تأجيل وتطبيق مبدأ سيادة القانون على الجميع دونما انتقائية أوعبثية تمارس من قبل البعض.

وأما الساهرون على حماية أمن الوطن والمواطن أبناء قواتنا المسلحة وكافة الأجهزة الأمنية فهم درع الوطن المنيع وصمام الأمان لجميع مفاصل إستقرار حاضر ومستقبل أردننا والدفاع عن ترابه من كافة الاخطار الخارجية وكذلك حماية أمننا الاجتماعي والإقتصادي والتربوي والحفاظ على المقدرات والإنجازات، فواجب دعمهم والوقوف إلى جانبهم في اداء واجبهم المقدس في ظل الظروف التي تحيط بنا من كل صوب فهم بحق قرة عين الوطن وهم يؤدون رسالتهم السامية برجولة وبطولة وإباء تجاه الأردن ليبقى منيعا قويا أمام التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء.

نعم، خطاب جلالة سيدنا جاء جامعا مانعا مؤثرا وهو بحق خارطة طريق لنا جميعا أفرادا ومؤسسات ومسؤولين لنترسمّ فحوى الخطاب وتطبيق مفرداته وفهم المضمون الذي ينبض صدقا من قائد لا يكذب أهله من جهة وغضبا وعتبا ملكيا من جهة أخرى حيث أشار جلالته بوضوح الى إنحراف البوصلة في جانبها الإجتماعي وإختلال توازن منظومتنا الإجتماعية والترويج للإشاعات عبر قنوات التواصل الاجتماعي دون تقدير لمخاطر ذلك على سمعة بلدنا ومستقبل أجيالنا. إن كلمات جلالة الملك تدعو كل واحد منا لتكون عيناه على الأردن الوطن الأغلى والعمل بصدق وضمير لإعادة ترتيب بيتنا الأردني على أساس متين وقوي نساهم جميعا في بناء مداميك الإنتاج والعمل والإنجاز ونبتعد عن جلد الذات ونقّدر المنجزات في الوقت الذي نحارب وننبذ فيه الفساد بكل أشكاله ونحصّن مؤسساتنا من هذا الخطر بتفعيل القانون والمساءلة والمحاسبة، لأنه لا أحد فوق القانون وأن بئر الوطن لنا جميعا ومن حق الجميع أن يرتوي منه ماء عذبا زلالا وواجبنا أيضا أن لا نسمح لكائن من كان أن يرمي حجرا يعكّر صفاءه ونقاءه او يلوث ماءه الذي يروي الزرع ليبقى أخضر يانعا يؤتي أكله كل حين.

نعم، إن محاور الخطاب الملكي السامي شخّصت مواطن الخلل وكانت بحق نبراسا يرسم الطريق لمستقبل أردننا وبثت العزيمة في النفوس الكبار ليكون الأنسان الأردني حريصا على سمعة ثرى وطنه الطهور يعمل بهمة ولا يسّوف... يتطلع الى الإمام ولا يهمه وضع العصي في دولاب الحياة من قبل المتربصين الذين في قلوبهم مرض وفي رؤوسهم أذى.

وبعد، فهل سنكون قادرين على ترجمة ما جاء في الخطاب الملكي السامي، وهل سننجح في الإفادة من التوجيه الملكي الصادق ليترسخ الإنتماء للأردن وطنا له حق علينا جميعا لأنه القاسم المشترك الأعظم الذي يجمعنا ويوحدنا ودمتم يا مولاي سيدا حاميا للدار والأهل ومعكم وبكم ماضون لتبقى أسوار اردننا عالية قوية في وجه كل التحديات والصعاب ونقول دائما: كلنا للأردن فداء وعلى درب أبي الحسين نسير بعزيمة ومضاء.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15766
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم