حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,14 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 16271

الدولة الراسخة والملك القائد

الدولة الراسخة والملك القائد

الدولة الراسخة والملك القائد

01-04-2017 09:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عمرعزم القرالة
يقول العرب أن الجود ثلاث :" جود من ماجود ، وجود حرارةٍ عن جلود ، و جود أَبٍ عن جدود"
، فالأردن جاد من ماجوده ، وبانت حرارة النفس الأردنية في استقبال الأشقاء ، وجاد الأب وشيخ العشيرة من أصله في أجداده ، وقد نجح المسعى ،اذ نحمد الله أن طاب مقام الضيوف في ديار بني هاشم ، الذين سعت نواياهم بين أوصال الإخوة تعيد الألفة والتمكين فيها ، فديار الكرام تألف الترحيب ، وتستأنس بالضيف .

قمة كانت عسكرية الدقة والترتيب ، سياسية النهج والتعامل ، أردنية الضيافة والأستقبال ، وملك قائد صنع لتواضع عرشا فعتلاه ، وأثبت كالعادة أنه الرقم الصعب ، وشخصية تحفظ درسك معها ، وتعرف أن السياسة حرفة الأذكياء قبل الاقوياء ، وأن المُلْكَ سيادة قبل أن يكون امتلاك ، والحُكْمُ اختبار التاريخ الأول ، بقي فيه الهاشميون من الأوائل .

قامت الدولة بدورها ، درست القضايا ووضعت الخيارات أمام القادة ، في خمس نقاط ذكرها قائد البلاد في الكلمة التي ألقاها ، اعترف بوضوح فيها بكم الصعاب والواجبات التي تقع على عاتق العرب ، بدأ قوله " الأردن هو الأقرب لفلسطين " وعليه مسؤولية حماية الأرض والمقدسات ، واكماله القول مخاطبا القادة " وأنتم السند والعون " ، و تطرق لجارة سوريا ، والشقيقتان اليمن وليبا ، واللتان فاق أمد التحديات فيهما أي حل سريع ، أو استبدال سهل للواقع هناك ، اذ أكد الاردن ايمانه بوجوب فرض حلول تاريخية تضمن الاستقرار لشعب الشقيقتين ، وتوضيح جلالته أننا أكثر دول العالم استضافة للاجئين من ويل الحروب والأرهاب ، وأن التطرف هو أخطر ما يهدد الأمة ، اذ يجب محاربته بكافة السبل والإمكانيات .

اختيار موقع القمة ، وتوفير طوق الحمايات ، جعلت سير المراسم والتشريفات تحترف العمل ، فكانت الدقة في كافة المراحل المطلوبة ، وعدم عقد القمة في العاصمة ، وانتقال مواكب ستة عشر ملكا ورئيسا ثمانين كيلو مترا بعيدا عن عمان دون ادنى خطأ يذكر لدليل سيطرة على المكان والظرف ، ورسالة تطمين لجميع ، وصك صدارة يمنح لمنظومة الأمن الأردنية في حماية ثغور الوطن ، وكان طابع الأستقبال الملكي الفخم الهادىء ، و الغني المتواضع ، يجعل للاحداث رونق آخر ، اذ ظهرت قوة الأردن ، وأين يكمن سر التركيبه ومصدر الثبات ، و تشابه ذلك مع تضاريس الأرض ، فمن أحياء دابوق الراقية سارت مواكب الملوك والرؤساء متوجهة الى البحر الميت ، مارة بالشوارع العامة وثم الصحراء وصولا الى هناك ، حداثة وبساطة وأصاله أثرت بتأكيد في ذهن الحضور ، وواثق أن الفوتيك لفت انتباههم ، فمهارة حرس الشرف ، وروعة آداءهم وهدوءه ، جعل الكثير يتأمل الدولة البسيطة التي صنعت من القليل كثيرا يفتخر به ، ولن ننسى أسود البلاط قوم الطواقي الخضر ، ذياب الوغى وقد انتشروا في المكان كضلوع الصدر تحمي القلب ، وبانت بركة الأرض وخير أهلها ، وأثبتنا أن الشجر العتيق يحسب عمر الأرض ، ويشهد على تغير الفصول ، فيصمد في العواصف ويثمر في الربيع .








طباعة
  • المشاهدات: 16271
مع اقتراب انتهاء الدورة العادية الأولى لمجلس النواب العشرين.. ما هو رأيكم في أداء المجلس حتى الآن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم