حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 27113

عائد بعد الموت .. نرمين وموسكو معا

عائد بعد الموت .. نرمين وموسكو معا

عائد بعد الموت  ..  نرمين وموسكو معا

02-12-2015 05:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور ظاهر محمد الزواهرة
أصوات تختلط بين صياح وعويل ، وانفجارات تدوّي بين المنازل التي غدت ركاما ، وأزيز الطائرات في المكان أنغام اعتاد عليها الأطفال الصاعدون إلى الجبل ، ويعرفون أنهم يصعدون إلى الرعاف ، ويصعدون ...
والحاقدون يلقون أطنان القنابل والرصاص على جبالنا ، وجباهنا مثل النخيل ، وإنْ سالتْ دماؤنا ، وإنْ قطّعت أجسادنا فأرواحنا دونهم هي التي تصعد للسماء ، فمعذرة يا دمشقُ ! وستعرف موسكو أنه نور وحقُ !
لنصف الليل تداعبنا الصواريخُ ، وبعد المنتصف تقبلنا الطائرات عشرات القبل ، قف بالعرة ، وأين هي المعرة كي أقف ؟ وأين الخد الذي أمسح ؟ أشجارها جمر حريق ، وترابها ينبع ألغاما كأنه يوم غريق ، ونحن مثل الحصى لا يضمنا فريق !
السماء توقفت ، لم يعد في الجو قنبلة ، والبحر من هناك يرسل شظايا اللهب عبر المسافات ، والأرض ترنحت ، طوفان نوح هذه المرة رمادٌ وانشطارٌ ودمار ، والمنقذون بعد الله قلة ، وقليل من ... الغيور !
ساعة من البحث بين الجثث ، أجساد محروقة ، وأجساد مشوهة تماما ، وأخرى تقطّعت وتناثرت مثل الرماد ، ورابعة تحتاج لمختبر للتعرف على أصحابها ، وأنا هناك !
جاء الطبيب باكيا ، المشهد يقطّع القلبَ ، والدماء كالماء ، لكن دون انتهاء ، وموطن الجمال من الجمال ، حمرة الخد من الدماء ، وحمرة الشفاه ، ولون الأظافر ، ويسألني الطبيب : أأنت أنت ؟ ومن أنت ؟
دعني وشأني ، وانتقل إلى مَنْ هناك ، فجراحهم في القلب ، نزفت دماؤهم ، وهناك ناجية من القصف اللعين ، وهناك تحت انقاض الدمار موسيقى أنين ، وطفلة تبكي وتناجي ربها : الحبّ والحنين ، وامرأة تصيح من هناك : نحن الراحلون ومصائب السنين ، وغادة عاشقة جميلة تسمى نرمين ، تبحث عن قيس ، أناديها ماذا تريدين ؟ قيس يا ليلى في ميادين الرجولة ، وفي جبهة الغار المبين !
ماذا تريدين ؟ تصوير فيلم لكي يقولوا فاتنة خاضت الأدوار من جهة اليمين ؟ أو يقولوا شاعرة تدّعي العشق المقدس في قصيدة أو اثنتين ؟ أو جميلة الوجه تخدع الصادقين في لحظ عين ؟ فليس الجمال بأثواب تزيينا ،،، إنّ الجمال جمال العقل والدين.
ستمضي الأيام يا صغيرتي ، ومن حماقة لحظة ستخرجين ، وستعرفين ما معنى المحبة والحنين ، وتسألين من أنا ؟!
لو سألت الخائضين أمواج المحيط فأنا هناك ، والزارعين فسائل للغد ، فأنا إمام الزارعين ، وتسألين من أنا ؟
لو سألت الساهرين على عشق الكتابة والقلم ، فأنا الذي أقيّد صيدي بالجبال الواثقة ،،، فمن الجهالة أن تصيد غزالة وتتركها بين الخلائق طالقة !
وتسألين من أنا ؟ لو سألت الزائرين منى لأخبروك من أنا ! وأخبروك أن العفاف والطهارة في قلبي هنا !
ولو سألت الشاربين خمورهم على أنغام الفاتنات في وسط السواد أو في الحانات ، فلن تجدي جوابا ! فأنا لست هناك وما ينبغي لي أن أكون !
ولستُ بائع ورد على الرصيف للقادمات من الهباء ، أو الذاهبات إلى المقهى لشرب نفَس يفقد الأنثى معنى أن تكون ، وتسألين من أنا ؟!
أنا الذي عشق لساننا ، وأرضنا جبالها والبحر ، أنا لستُ مغامرا يبحث عن قصة جديدة في العشق والغرام ، ولا صائد نظرة أو من يسلك الدرب الحرام ، فماذا تريدين ؟
أن أعيد عشرات السنين إلى الوراء ؟ لقد كنتُ خارج جيلها ، بل لقد ذمّوني وقالوا : أنتَ لم تعش الحياة !
أو أن أترك كهفي زمن الفتنة ، وأعود إلى سوق النخاسة والكلام ؟ لا ، ولن أكون سوى الذي أحببتُ أن أكون ، ولن أخون عهدي مع الذي خلق الأنام .
فاذهبي ، وطوّفي في البلاد التي أحرقها الذئاب ، ولم تعد البلاد هي البلاد ، وابحثي عن جزيرة للنفي من كل فاتنة وفتنة يخطئ العارف قبل أن يدري أن سفينة نوح لم تعد تتسع للهاربين بدينهم وسط الظلام !
هيا اذهبي وتحسسي قيسا ، فإن الجريمة بعد قيس أن يقال :
ذهب الذين أحبهم ، وبقيت في جزيرة النفي وحيدا ؟؟








طباعة
  • المشاهدات: 27113
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم