حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 32870

شكرًا للتلفزيون الاردني

شكرًا للتلفزيون الاردني

شكرًا للتلفزيون الاردني

23-03-2014 01:45 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
تقوم الدول بإنشاء المحطات التلفزيونية والمحطات الفضائية لنقل الأخبار المهمة على الساحة المحلية والدولية ، وعندما تكون هناك قنوات متخصصة بمجال معين فان اهتمامها يجب ان ينصب على نقل الحدث المحلي بذات التخصص ومن ثم نقل الأحداث العالمية ، فالإعلام واحدة من اهم مؤسسات الدولة ، ولقد ذهب الكثيرون الى تسميته بالسلطة الرابعة الى جانب السلطات الثلاثة ، التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ولم تأتي هذه التسمية من فراغ فالإعلام هو اللسان الناطق باسم هذه السلطات وهو المعني بأيصال الحقيقة الى الناس ، وتلعب وسائل الاعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة دورا جوهرياً في دعم النشاطات المحلية وتشجيعها .
لقد قام التلفزيون الاردني ولمواكبة الأحداث الرياضية المحلية والدولية بفتح قناة خاصة بالرياضة ، وقد استبشرنا خيرا بهذه القناة لانها كانت مطلباً عند جميع الرياضين والاتحادات الرياضية الاردنية وذلك لأهميتها في تعريف الناس بالمستوى الرياضي الاردني ، خاصة الفردية منها ، توقعنا ان تكون كامرة هذه القناة منصوبة على منصات القاعات الرياضية لنقل كل حدث رياضي أردني او عربي او دولي يجري فيها ، توقعنا ان تكون هذه القناة من الرياضين وللرياضيين ، لكن للاسف ! لا ، لم تكن قناتنا في حجم التوقعات ، فالقناة لا تتعدي كونها قسم رياضي في القناة الرسمية الاردنية ، فالوجوه نفس الوجوه والكامرة هي نفسها التي كنا نراها قبل عشرات السنين ، ولا اعتقد ان التلفزيون الاردني قد ادخل أية تحسينات على قسم الرياضة ليأهله للاستقلال بقناة خاصة .
الاعلام الرياضي وللأسف لا يهتم الا في لعبة واحدة وهي كرة القدم وليته يحسن تغطيتها بما يلبي طموح جمهورها ، فهو لا يهتم لأي حدث آخر غير كرة القدم مهما كان الحدث كبيرا او صغيرا محلياً او دولياً ، فلا مصلحة لهم بذلك ، فهم لن يلتقوا بأمير او وزير او شخصية عامة او اقتصادية ، فالاتحادات الرياضية فقيرة ومعظم القائمين عليها من عامة الناس فلذلك لا جدوى ولا منفعة لقناة الرياضة ان تتعاون معها ، علما بان الكثير من الاتحادات تحتاج لهذه القناة لنشر لعبتها وتعريف الناس فيها .
سأتحدث هنا عن حدثين رياضيين كبيرين استضافهما اتحاد المبارزة الاردني في الفترة الاخيرة ، ولاني عضو في هذا لاتحاد منذ سنوات فأرجو ان أكون صادقا في نقل المعلومة وان أكون محقا في عتبي على قناتنا الرياضية التي نحبها كقناة وطنية أردنية :
الحدث الاول كان في البحر الميت قبل ثلاثة أعوام عندما تجرأ أعضاء اتحاد المبارزة بالمبادرة بطلب تنظيم بطولة العالم ، ذلك الحدث الأهم في المبارزة الدولية ، لقد كان الحدث عظيماً وكبيرا ، اذ انه وفي خضم الأحداث الساخنة التي كانت تمر بها المنطقة وكان الربيع العربي في بداياته وكانت المسيرات والاعتصمات المطالبة بالإصلاح تجتاح شوارع مدننا ، استضاف الاتحاداكثر من الف وخمسمائة مبارز ومبارزة مثّلوا اكثر من تسعين دولة ،لقد كان حدثا تاريخيا في عمر الرياضة الاردنية وكانت الفرصة سانحة لإعلامنا ان يستغلوا هذا الحدث سياسياً ورياضياً ، لينقلوا للعالم رقّي وسلمية مسيرة الإصلاح في الاردن ، ولكن وللأسف فقد أدار الاعلام لنا ظهره وكأنّ الحدث لا يعنية رغم محاولاتنا ودعواتنا المتكررة لهم ، ففي الوقت الذي شهد العالم بأسره للأردن وشعب الاردن بالامن والاستقرار والوعي والحضارة وقف الاعلام الاردني عاجزا على ان ينقل هذه الحقيقة بنفسه وعن نفسه .
الحدث الثاني والذي به يكرر التاريخ نفسه حيث استضاف الاتحاد في الايام فعاليات بطولة اسيا للمبارزة في عمان وهو الحدث الأكبر على أجندة الاتحاد الآسيوي ، بمشاركة اكثر من ستمائة مبارز ومبارزة يمثلّون ثلاثة وثلاثين دولة ، وهذا العدد لم تشهده اية بطولة سابقة لآسيا ، والمشهد الإعلامي يتكرر ولا يعنيه من هذا شئ ، والأمرُّ من ذلك ان شاشتنا الرياضية لم تستطع تنظيم لقاء معي أمين سر لاتحاد ، الناطق إلاعلامي للبطولة ، ولا ادري هل الخلل فني كما اعلمني بعض القائمين على القناة ام ان شخص امين السر لا يلبي الطموح وليس بمقام قناتنا الحبيبة .
هذا ما يجري على ساحتنا الرياضية فالإعلام الرياضي ليس للرياضة ولا للرياضيين وانما للعلاقات الشخصية والمحسوبية ، هذا واقعنا الأليم مع الاعلام ، وهنا أتسائل ! متى سنرقى الى مستوى المهنية في عملنا ؟ ومتى سيضع الإعلامي مصلحة الوطن على سلم أولوياته ؟.
شكرا لتلفزيوننا الموقر الذي لم يكلف خاطره بان يزور موقع الفعاليات الا يوم الافتتاح ، والجميع يعلم لماذا يوم الافتتاح ، في حين ان القنوات العربية وخاصة الخليجية منها قامت بتغطية البطولة كاملة بتقارير ولقاءات يومية ، وكذلك الصحف العربية والآسيوية والعالمية التي تناقلت اخبار البطولتين باشادة كبيرة بالتنظيم وقوة المنافسة وأثنت على الأردن والأردنيين لحسن التنظيم ورقي التعامل واحترام الاخرين ، ويكفينا شرف ان المسؤولين الدولين والقائمين على المبارزة قد وصفوا عملنا " بفوق العادة " . فهل نرى أعلامنا أيضاً فوق العادة ؟
شكرًا تلفزيوننا ، شكرًا صحافتنا .








طباعة
  • المشاهدات: 32870
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم