بقلم : المهندس وصفي عبيدات
ساتكلم عن آلفلسطيني لان فلسطين مسقط راسي ، فمسقط الرأس يحظى بنصيب الأسد من الحب والحنين، سأكتب متسائلاً !
ماذا يجري في اليرموك وفي بيروت ؟ ماذا يجري في بغداد ولماذا جرى ما جرى في الكويت ؟ ماذا يجري في فلسطين ؟ وماذا يجري في كل مكان يسكنه الفلسطيني ؟
لقد قُدّر للفلسطيني ان يبقى الضحية أينما حلّ وهُجّر ، ويدفع روحه ودمه ثمنا لجنسيته " مصير القدر "، هؤلاء العزُّل الذين أخرجوا من ديارهم من قِبل قوى الظلم والعدوان فقط لأنهم يقولون "ربنا الله " ، بعد ان كانوا مطمئنين سالمين ، ليعيشوا أسوأ حياة عرفتها البشرية ، فتطاردهم المحن في كل مكان ذهبوا او اجبروا على الذهاب اليه. لماذا يدفع هؤلاء ثمن تمسّكهم بحقهم بالعودة ؟ فيرفضوا ان تذوب الهوية الفلسطينية ويرفضوا التنازل عن وطنهم وحبهم لارضهم ، لماذ تُسلّط على صدورهم ورؤوسهم البنادق هنا وهناك ، ويُحاصرون ويُجوّعون ليواجهوا خطر الموت البطيء ؟، ان الفلسطيني لم يأتي لليرموك وبيروت وبغداد والكويت متنزهاً ، ولكن بنادق العدو أجبرتهم على ذلك ، فلماذ يتكرر المصير مع الشقيق ؟ فذلك عدو عرفناه فكيف لنا ان نعرف الشقيق العدو ؟
لقد ضيّق العدو الصهيوني الخناق على أهلنا في فلسطين ومخيمات فلسطين ، والهدف معروف وهو إفراغ الارض من أهل الارض ، فكلنا شاهد على حصار المخيمات في فلسطين و تجويع سكانها وسلبهم حق العيش الآمن على ارضهم ، فدُمرّت منازلهم وسُوّت بالأرض سقوفها ، وقُطّعت أشجارهم ، وقُتّل أطفالهم ونساءهم وشيوخهم .
فلماذا عليهم ان يلقوا نفس المصير أينما ذهبوا ؟ فهل هناك مؤامرة تحاك ضد ابناء الأقصى الذي بارك الله فيه وبما حوله ؟ هل بركة الله عليهم جعلت منهم هدفا لأعداء الله ؟ ام ان هناك شيء اكبر من هذا وذاك ؟ .
ان شطب المخيمات وتسويتها بالأرض وإنزال أسوأ أشكال القهر والتنكيل بأبنائها لا بد ان يكون من وراءه شئ عظيم ، نعم ان هناك عملية تهجير مقصودة ومرسومة بدقة وعناية لفرض سياسات على دولة بعينها لتكون بديلاً عن الوطن الام فلسطين ، وهي المملكة الاردنية الهاشمية ، وإلا لماذا يهجّر الفلسطيني من الكويت بعد حرب الخليج الثانية الى الاردن ؟ وما هو الذنب الذي اقترفه ؟ ولماذا اصبح الفلسطيني هدفاً في العراق بعد استشهاد البطل صدام حسين ؟ لماذا عملية التهجير هذه تمارس ضد الفلسطيني لتكون وجهته الاردن الذي لا يقوى الا على احتضان شركاء الدم والمصير ؟ لماذا يحدث ما يحدث الآن من تهجير قسري للفلسطيني من اليرموك وبيروت ؟
مٓن وراء ذلك ؟ وما وراء ذلك ؟
اجزم ان العدو الصهيوني والقوى الإمبريالية هي التي تلاحق الفلسطيني أينما حلّ وارتحل وبالتعاون مع الخونة المتصهينين ، بهدف تفريغ فلسطين من كل فلسطيني وتوحيد وجهته الى الاردن ليصار الى توطينهم فيه ، حتي يصبح الفلسطيني يشكل النسبة الأكبر من سكان الاردن فتكون فكرة الوطن البديل التي لم تخجل اسرائيل من المناداة بها منذ ان وضعت أقدامها على ارض فلسطين بالوعد المشؤوم ، وعد بلفور اللعين نتيجة حتمية لواقع الحال ، فتنال هدفها الأسمى وهو يهودية الدولة ، ليصبح وجودها على ارض فلسطين حق مشروع ، ولا ارى عجباً ان قيل أنّ كل الحروب التي تدور رحاها على ارض العرب وما يسمى بالربيع العربي ما هي الا خدمة لإسرائيل لتنفيذ كل مخططات الغدر والخيانة وعلى قمتها ( الوطن البديل ) .
اذاً فالمستفيد الاول والاخير من كل عمليات القتل والتهجير للفلسطيني في كل مكان هو اسرائيل والخاسر نحن العرب .
وأني والله وكل العرب أصبحنا نشاهد ونري حلم ابناء القردة يتحقق على ارض الاردن وفلسطين وكل بلاد العرب ، فلا حول ولا قوة الا بالله .