حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 22937

ريتا تجهز قهوتي فجرا ..

ريتا تجهز قهوتي فجرا ..

ريتا تجهز قهوتي فجرا  ..

06-11-2013 11:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د .ظاهر الزواهرة
الصمت أجمل من الكلمات في زمن اللحن والفوضى ، حيث يكون الدم في أقلامنا حبرا ، يخط به العابثون في تاريخ أمتنا ، وقصتنا في العشق المقدس والغرام ، إني أحبّ الصمت ، إني أحبّ الموت في ربوع ديرتنا إذا عدنا إلى سفوح القمح في حوران أو إربد .
من أنت ؟ تنصفني ، وتظلمني جيوش الروم في مؤتة ، بأني أرسم الأحرف وأمزجها بحبي إلى الضاد ، وكل رموز قصتنا خطوط تدل على ملامحنا من التعب ، وعشق الأرض والعرض ، فهل أجرمت حين جعلت قافيتي صورة الأقصى وحطين ؟ هل أجرمت يا يحيى بأن أحيا على حبّ الشعر والكتب ؟ وهل كفرت حين رسمت خارطة لبلاد العرب أوطاني من سبتة إلى اليمن ؟
من أنت تأتيني وتعذلني ؟ فإن العذل في قانون الحبّ مرفوض لدى العشاق ، غير أن العشق في بلاد البحر إرهاب مخاطرة على الأسماك والحيتان والضفدع ! فلا تأسّ على جرح لم يزل ينزف ؛ فإن الدم أرخص من كأس ليمون صنع بإتقان من أصباغ شنغهاي .
كنتُ أسمع ذكريات اليرموك في إربد صورا تمر على عيني شريطا ، من الهاشمية إلى الأردنية ، وكأنها زهرة لوز جذرها في المكتبة ، وساقها في كلية الآداب جسرٌ يعبر عليه سفراء السِفر والقلم .
في الليل ألف قصيدة تأتي إليّ وتحضنني ، وألف عدو يتربص بي ويغدرني ، وألف جاسوس ينام معي ويغني : الليل يا ريتا في الحبّ يجمعنا ؟
قد كنت قبل اليوم ، وقبل العيد لم أكتب على قبري أي رسالة للعابرين إلى البترا أو شط الجنوب في العقبة سوى وجعي ، وقد كثرت الأوجاع مما رأيت على شاشة التلفاز من صور تبث ، وكيف يموت الطفل يبكي على أمٍّ بُقرتْ أو اغتصبت ، والشمس في كبد السماء كدرهم ٍ فضة !
حتى أتيتَ يا حسام تفزعني ، وتوقظ فيّ الدمع والضحكات لعلي بعد عناء اليوم أبتسم ُ !
لقد أبكيتني يا حسام حين ذكّرتني بأيام الشباب الذي ولّى ، وخفتُ من البياض الذي غزا لُـمتي ، بأن الموت يناديني قبل أن أكتب قصيدتي في العشق للأرض التي شربنا حبّها قدسا وتضحية !
وتسألني بأيّ قلم أنا أكتب ؟! وأنت أدرى الناس في وجعي ، وفي حبي وفي وعشقي ، وفي صورة الذكرى وفي ألمي ، وفي قصيدتي التي سُرقت ، وفي ريتا التي جاءت إلى حلمي ، ونازعتني الأرض التي أهوى ، ونامت في سرير الصِّبا ظلما !
وأخذت كل أشجاري من حديقتي الكبرى ، وأخذت كل أحجاري التي بنيت بها داري ، وانتحلت كل أشعاري ، وسلبت دمية الأطفال ، وزرعت ربوع الورد ألغاما ، ونحن رفعنا فوق كل زاوية شعارات وأعلاما .
وتسألني عن الأيام والأحلام ؟ وكيف تسرّب النفط إلى دمنا ، ونمنا نرسم الأبراج إلى أعلى ، وقلنا تحت تأثير الخمور للعائدين من الموت لا أهلا ولا سهلا !
من أنت يا إربدي اللون كي تدخل إلى قلبي ؟ وتكشف عن جزيرة الحزن التي أحمل ؟ وكيف خانت حبيبتي السر والأملَ ؟
وعرفتُ أنك تعشق رسم كلماتي ، وتلك أمانة كبرى ، زادت بصيحاتي وصرخاتي ، وخفتُ ، فمسؤوليتي تكبر ، وجراح أمتي تكبر ، وقصيدتي اغتيلت قبل العيد أو أكثر ، ولم يبقَ سوى قلمي ، ونصف أوراقي معاناتي !
وتسألني بأي عقل أفكر ؟ وكيف استحضر الكلمات ؟ وهل فكري بغير النهر أشغله ؟ إذا تلاقى النهر والنهر ، وتلك أسعد اللحظات ، ونقتل ما زرعته الخنازير ، لا شرقا ولا غربا ، ونهدم جدار الفصل ، ونطفئ نارها الحربا ، وتصبح حكايتي زهرة في جبال السلط والزرقاء ، وأنشدها لكم طربا .








طباعة
  • المشاهدات: 22937
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم