حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 16209

ألواح وطباشير

ألواح وطباشير

ألواح وطباشير

02-09-2013 10:24 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حذيفه احمد السالم


فالكمّ موجود والنوّع مفقود , فهذا ما لا يرجى ولا يحمد عقباه , فلا فائدة من وجود الأجساد مع فقدٍ للعقول , ولا فائدة من وجود السيارات مع فقدٍ للوقود , فإن العام الدراسي قد بدأ والتحضيرات المدرسية والجامعية من أساتذة ومباني ومواد أساسية أخرى متوفرة لطالب العلم والحمد لله , ولكن الذي تفتقرإليه بلداننا العربية العلم الحقيقي لا الشكلي , وأقصد بكلامي أن خريجي المدارس والجامعات وحملة الشهادات العليا بإعداد هائلة جداً ولكن للأسف كان التركيز على الكّم لا النوع هذا من جانب , ومن جانب آخر فإن النوع المتميز عادةً يذهب سدى , فإمّا أن يهمّش ولا ينظر إليه أو يلقى به في مكبات التاريخ , أويذهب لبلدان أخرى حيث الرعاية والعناية , مما ينعكس إيجابا عليها وسلبا على بلداننا العربية , فكثير من العلماء وذوي الكفاءات منّا يعملون في دول الغرب والشرق لما وجدوا من اهتمام كبير .
فمن الضروري الرجوع للمربع الهام والمتمثل بتجسيد النوعية في علومنا وعلمائنا وتحقيق هذا المقصد بالسرعة القصوى حتى نلحق بالركب , فأعجبتني خطوة جريئة لإحدى الجامعات الأردنية بتخفيض أعداد الطلاب بهدف الوصول للنوع العلمي لا الكمّي الربحي . فأتسآئل لماذا نفتقر للصناعات التكنولوجية الكبرى وحتى الصغرى ؟ ولماذا لا يهتم ببراعات الإختراع بشكل جدّي ؟ ولماذا لايوجد مخصصات للإختبارات العلمية بالمستويات العالية ؟ بدلاً من التركيز على الملاهي والحدائق والرياضات والمشاريع الغير مجدية والتي يضخ عليها المليارات , فالذي أراه أن يدّرب طلابنا ومنذ الصغر على الصناعات الخفيفة ثم الثقيلة مزامنةً مع المراحل التعليمية أو بعدها على الأقل كحال كثير من الدول المتقدمة .
فحقيقةً هناك أمور لا بد أن تتحقق أولاً حتى نبدأ من الصّفر , فما دام أن الطالب لا يوقّر معلّمه بل ويعتدي عليه فلن تتحقق , وما دام أن الطالب لا يحترم الوقت فيأتي متاخرا للتعلّم ويغادر مبكّرا وبلا كتبٍ ولا قلمٍ فلن تتحقق , وما دام أن الطالب في نهاية الفصل أو العام الدراسي يلقي بكتبة في الحاويات وتمزّ ق فلن تتحقق .فنحتاج في الواقع لقواعد التعلّم ألا وهي التربية , ولا ينفعنا تجاوز هذه القواعد لأن العلم يكمّله الأخلاق , والعمل يكرّسه الارادة والجدّ .
فمعضلة الإنحلال الأخلاقي في مدارسنا وجامعاتنا أمرٌ مقصود حتى تصبح العقول عقيمة و الأجساد عديمة , فعلينا أن نفوّت الفرصة أمام من يتربّص بنا وبأبنائنا وبعلومنا ـ ليلقى بنا إلى مزابل التاريخ أو أحضان عدونا ـ وكلاهما مُرّ بل علينا أن نردّ كيده في نحرة , فأصول ومنابع العلوم التي بدأت من عند المسلمين , كأمثال الرازي والخوارزمي وابن حيّان وابن النفيس وغيرهم منذ زمن بعيد ـ عند كمال أخلاقهم ـ حيث قدّموا للعالم الكثير والكثير ولكن في زمنٍ يُحترم فيه العالِم عند الصغير والكبير وعند السلطان والحاكم .








طباعة
  • المشاهدات: 16209
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم