بقلم :

يوم الجمعه يوم غير عادي.....يوم تجتمع فيه الاسره بعد عناء العمل لاسبوع كامل.....وان يفرض عليك ان تقوم برحله فيجب ان تستعد لذلك ...فاولا يجب ان تغير في ملامح الوجه بمعنى ان تبتسم لانك في رحله وهذا بحد ذاته يحتاج لوقت طويل .....ولان الابتسامه اصبحت في طي النسيان فعليك ان تقوم بالرحله بغض النظر عن النتائج.....وكالعاده لانني سكان عروس الشمال فان اول ما يخطر في بالي من المناطق منطقة الاغوار الشماليه وذلك لعدة اسباب قرب المنطقه وهذا يعني بنزين قليل للسياره....لا يوجد متنزهات بالاجره وهذا بحد ذاته توفير....وبالنهايه المهم نحكي رحنا رحله.....ولانني لست من عشاق الرحلات الاجباريه فقد وجدت ابنتي الوحيده عناءا وهي تحاول ايقاظي بعد ان تم تجميع مواد الرحله بالكامل والتي تم اعدادها قبل الرحله بيوم كامل....انطلقت ال 4 عائلات ب 4 سيارات ....اشقائي وعائلاتهم وعلى راسهم عشقي ومصدر الهامي والدتي....ولاننا ايضا في رحله كان لا بد من صوت (متعب الصقار) واغنية (على المقناص) وبعد عناء الازمه المروريه الخانقه وصلنا الموقع المستهدف ...وهذه الازمه بحد ذاتها مؤشر جيد ان الشعب مبسوط وبطلع رحلات بالرغم من ما تعانيه الاسر الاردنيه من مشاكل اقتصاديه صعبه....المكان جدا رائع واشجار البرتقال والليمون تحيط بنا من كل جانب....ولان (الرحله بدون مشاوي مش رحله) فقد بدا الاعداد للغداء المبكر جدا .....الاطفال يلعبون ويمرحون....والنساء (بلقطن خبيزه وعلت)...اما نحن فبدانا بتجهيز الفحم بالمناقل ولغاية الان كل شيء طبيعي وتسير الامور (كاننا في رحله بالضبط).....ومن حولنا عائلات كثير بدات ايضا بتجهيز الطعام....وفجاة اشعر برغبتي الفضوليه بالتامل في وجوه وعيون الناس....فتجد من الاحباط والحزن ما يجعلك تنسى الرحله وما يجب ان يكون فيها....خرجوا للرحله وكانها فرضت عليهم تماما كما فرضتها علي هبة....ويؤكد هذه الملامح ما تسمعه حولك من مناقشات عائليه....فعلى يميني اسمع ذلك الرجل وبالطبع (معصب) يصرخ في وجه ولده ليحضر الحطب....فيعود الولد بدون حطب (يابا ما لقيت )وهنا تزداد العصبيه المطلوبه في الرحله (انت حمار كل الشجر اللي حواليك وما في حطب )...وكان الشجر زرع ليحرق.....ثم اصرف نظري وسمعي عنه بالاتجاه الاخر لاسمع اخر وقد تجمرت عيناه غضبا (يلعن ابو الرحلات على ابو كل واحد بطلع رحله )...بمعنى الحمدلله اللي طلعنا مشوار مش رحله والا اصابتنا اللعنه.....والسبب في كل هذا انها (زوجته نسيت الكاز).....وفي المقابل عائله ابتدات بالغذاء مبكرا ما جعلني انتبه لها صوت الام العالي تصرخ باحد ابناءها (خلي اخوك يوكل انت مثل الجرافه)....فيرد الولد بصوت غير مفهوم نظرا لانشغال فمه (الله ريتني بالسم )....ولان الاب سريع البديهه فيجيب (انشاءالله عالاقل بخلص منك)....ثم تسمع هنا وهناك ما يؤكد لك انك لست في رحله....انتهى الغداء وابتدا التجهيز لتغيير المكان لان المكان بعد الغداء (صار ما بنقعدش فيه)....ولانني مختص في البيئه فقد ساءني جدا ما رايت ....فكل شيء متناثر هنا وهناك وبقايا الطعام تغطي الاعشاب الخضراء التي كانت سبب لقدوم الجميع الى ذلك المكان....وبقايا الفحم المشتعل تتصاعد ادخنتها من كل مكان وكان الامر لا يعني احد....الجميع زعلان ومعصب اثناء ما سمي رحله فمتى الابتسامه؟؟.....قمنا بجمع اغراضنا للعوده وكنت اتامل ابنتي ذات الثلاث سنوات ونصف السنه وافكر بطريقه الومها بها لانها كانت السبب في قيام الرحله فلم اجد.....دخلنا منطقه نظيفه رائعه وخرجنا منها مكرهه صحيه وبيئيه بالرغم من محاولتي جمع ما استطعت جمعه....ركبنا قاصدين العوده وكان المقترح ان نعود الى سد وادي العرب لاكمال الرحله هناك....وقد سبقوني الى هناك ولكني فضلت العوده الى البيت وبدون متعب الصقار هذه المره وانما بالصمت الذي نستحق......وساحاول ان لا اقوم برحله الا اذا وجدت مكان يرتحل اليه من يملكون الابتسامة ولا يؤذون البيئه. mpataineh@yahoo.com