حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 64839

يا جبل البعيد .. قاسيون

يا جبل البعيد .. قاسيون

يا جبل البعيد  ..  قاسيون

07-05-2013 10:39 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور ظاهر محمد الزواهرة
حين لج الخليج بالسفن المحملة والقاذفات بكيت ، وحين بكى البحر من هول الحاملات الموت والطائرات التي قبّلت أرض النخيل بكيت ، وسالت الدماء ، واختلطت بالنفط المقدّس ، واكتوى القلب بنار وقودها الحقد الدفين ، وصاح طفل من ملجأ العامرية : الخائنون إلى الجحيم ! الشاربون دماءنا ، والمغتصبون نفطنا ، والعابثون بتراثنا ، والسارقون قصائدنا وكتبنا ، و ... إلى الجحيم !
عبثت بنا يد الدهر أم نحن العابثون ؟ هدّت معاولنا سواعدنا أم هدّها طول الأمل ؟ ألف عام ونحن نجهز للسفر البعيد ، ونعد أنفسنا للفتح المبين ، ونكتب التهديد والوعيد في سجل تاريخنا ، وكل عام حين تهيم السماء بالغيوم تحط فوق رؤوسنا قنابل الغزاة كالمطر ، فتأخذ الصغير والكبير ، والرجال والنساء ، وما تبقى سوى من ضمّته الأرض إلى أو من باع أمته بثمن بخس دراهم معدودة .
البحر يصرخ ، لقد أثقل الأعداء مائي والسماء ، والدخان يعلو فوق المنابر والكنائس ، وبيت أطفال أعد ليبتسموا قبل المشيب ! أما السعادة فعدّة من أيام أخر .
وقفت على الأطلال أبكي وردة قتلت في مهد تربتنا ، والحلم الكبير لم يكن ، تبخر الماء وجفّت أرضنا حتى النخيل والصبّار يذوي يوما بعد يوم !
وكتبت وصيتي لعاشقة تسألني و تبكي ، عدنا إلى داحس والغبراء ، والعود...
وهنا صوت الزغاريد يعلو ، ظنتها " فيروز" يا جبل البعيد ضاعوا ..." فإذا جزر العروبة قد غدت فرسا حتى الخليج ، ومن يزغرد على جرحنا كيف يأتي بالضماد ؟
وحاولت من وجعي أن أرسم خارطة الوطن العربي القادم من قرطاج ، فتداخلت الخطوط الحمر ، والنقط السوداء : القيروان دم ، ومصراتة حريق ولهب وبور السعيد ،واليمن السعيد ، وقاسيون والجبل البعيد ، وغنيت مع فيروز : " بعدوا الحبايب بيعادوا ..."
قاسيون : أمن الرجولة أن نموت تحت أقدام العدى ؟ أمن الشجاعة أن نخون تراب أمتنا ستين عاما أو يزيد ؟ فلنختلف ، وليضرب بعضُنا بسوء إدراكنا بعضا ، ولنصنع الحواجز بيننا وقتا ، لكن أن يأتي اليهود فوق سمائنا فهذا ذل واندحار ، والعار كل العار لمن مع الأعداء في صف ، ويخذل ألف طفل لم ينم طيلة القصف العنيف !
قاسيون : قصفوك غدرا في ساعة الفجر ونصف قومي في نيام ، جاءت عقارب سمهم لتمج دماءنا ، وغادر الأموي أسراب الحمام .
قاسيون : تركوك وحدك للنار الحقودة واليهود ، أين أحباب العروبة والشآم ؟ أين الذين توعدوا من استباحوا أقصانا وسرحوا بالفرات ؟ والقدس لم تزل تبكي ، وكثرت بواكي أمتي من المياه إلى المياه !
وعرفت كيف تفرّق الأحباب عنّا والرجال ! وتركت أقلامي لأبكي : قاسيون ... يا جبل البعيد !.








طباعة
  • المشاهدات: 64839
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم