سرايا - حذّر عضو مجلس الأعيان اللواء المتقاعد الدكتور عمار القضاة من خطورة المخدرات بوصفها رعبًا عالميًا وجرائم عابرة للحدود والقارات ، مؤكدًا أن الأردن بات مستهدفًا بمحاولات تهريب عبر منافذ متعددة تشمل الحدود البرية والمعابر الرسمية والمطارات، وبأساليب تهريب تتطور باستمرار لتجاوز إجراءات الضبط.

وقال القضاة ، إن سلاسل توريد المخدرات تمتد من تصنيع مواد أولية في قارة إلى نقلها لقارة أخرى ثم تجهيزها وتخزينها قبل تهريبها إلى دول المقصد، مشددًا على أن حرب المخدرات لا تنتهي بسبب ارتباطها بما وصفه بـ اقتصاد أسود وشبكات منظمة.

وأشار إلى أن أساليب التهريب تتنوع بشكل واسع، لافتًا إلى استخدام وسائل غير تقليدية مثل المواشي والطيور ومواد البناء والآليات الثقيلة، وصولًا إلى الطائرات المسيّرة والبالونات، مبينًا أن بعض الضبطيات شملت شحنات كبيرة تم إخفاؤها داخل معدات إنشائية.

وفيما يتعلق بالأرقام، أوضح القضاة أن عام 2025 شهد ضبط 31 مليون حبة كبتاغون إلى جانب كميات من مواد مخدرة أخرى، كما تحدث عن تسجيل نحو 22 ألف قضية اتجار وحيازة وتعاطٍ، معتبرًا أن هذا يعكس متابعة مكثفة وتنسيقًا بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والاستخبارية.

وربط القضاة بين تعاطي المخدرات وارتفاع مؤشرات الجريمة، موضحًا أن الخطر لا يتوقف عند ضرر المتعاطي على نفسه، بل يتحول إلى سلوك عدواني قد يقود إلى جرائم كبرى. وذكر أن جزءًا من جرائم القتل قد يرتبط بالمخدرات، متحدثًا بشكل خاص عن خطورة مادة الكريستال ميث (الشبو) لما تسببه من هلوسات وفقدان السيطرة وسلوك عنيف قد يطال الأقربين.

كما تطرق إلى جانب السلامة المرورية، مشيرًا إلى حوادث وقعت تحت تأثير المسكرات أو المواد المخدرة وما نتج عنها من وفيات وإصابات، داعيًا إلى تعزيز التوعية والوقاية ضمن منظومة وطنية متكاملة تبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة والإعلام والمؤسسات الدينية.

وأكد القضاة أن الوصمة الاجتماعية تمنع بعض الأسر من طلب العلاج أو الإبلاغ المبكر، داعيًا إلى كسر هذا الحاجز، والتعامل مع العلاج بوصفه طريق إنقاذ لا فضيحة ، وضرورة التوسع في برامج العلاج والوقاية بالتوازي مع إنفاذ القانون.