22-12-2025 01:15 PM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
تستثمر الدول بشكل كبير في بناء قوتها الإعلامية من خلال إنشاء وسائل إعلامية تخدم أهداف سياساتها الخارجية وتسهم في تشكيل توجهات الرأي العام في مختلف الدول ،وهذا الاستثمار يعكس رغبة الدول في تعزيز مكانتها كقوى مؤثرة على الساحة الدولية ،وتلعب هذه الوسائل الإعلامية الموجهة أدواراً بارزة في إدارة حضور الدول على المستوى العالمي. ولهذا السبب، تولي دول مثل الولايات المتحدة، فرنسا بريطانيا اهتماماً خاصاً باستخدام شبكات البث الإذاعي والتلفزيوني للتأثير في شعوب الدول الأخرى من خلال اعلاميين ذو خبرة وجديرين بان يُتابعوا ، وتسعى لتحقيق أهدافها السياسية الخارجية وتعزيز قوتها الناعمة.
ففي وطني الاعلاميون الحقيقيون المحترفون لم يتجازوا أصابع اليد ، وهنا الاعلاميون الذين ينافسوا على مستوى الإقليم لا على مستوى الوطن ، فهناك اعلام موجه لا زال يراوح مكانه . وهذا ناتج عن عدم قدرة المؤسسات الإعلامية ان يلد من رحمها اعلاميون ذو جدارة لهم قدرة على التأثير والوصول الى كل بيت وغرفة ، فلم يتمكن سوى القليل من القدرة على تحويل كثير من القضايا الى فرص كانت تُعتبر تحدى للكثير ، فيما الاخرين ما زالوا يتفيئون ظلال اشجار أصابها حفار الساق ، ولم تعد قادرة على ان تُظلهم.
ففي السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة تزايد الأشخاص التافهين الذين يركزون على المواضيع السطحية وغير الهامة عبر وسائل الاعلام المتعدةة سواء التقليدية او الرقمية ، ساعين بكل وسيلة إلى جذب الانتباه ،وهذا الانتشار يثير العديد من التساؤلات حول تأثير وجود هذه الفئة على المنصات الإعلامية الرقمية وانعكاسه على المُجتمع بشكل عام ، وتأثير الشخصيات السطحية التافهة ، ، وعلى المجتمع يمارس التجاهل عن الذين يروجون للمحتوى غير الهادف تأثيرًا سلبيًا على المجُتمع بطرق مختلفة، أهمها: تعزيز قيم مدمرة مما يُسهم هذا النوع من المحتوى في انتشار أفكار سطحية وأخلاقيات مشوهة تؤثر سلبًا على القيم المجتمعية وهدر الوقت حيث يؤدي اهتمام المُستخدمين بالمحتوى الإعلامي التافه إلى إضاعة أوقاتهم، ما يبعدهم عن المواضيع المهمة أو الجديرة بالاهتمام وانخفاض المستوى الثقافي ، وسيؤدي نشر المحتويات الغير مثقفة إلى تفشي الأفكار البسيطة التي تفتقر إلى العمق المعرفي، مما يقلل من الوعي الثقافي العام .فضلا عن اآر المحتوى السطحي على الصحة النفسية والتعرض المُستمر للمحتوى الغير مُجدي عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي يترك آثارًا سلبية واضحة على الصحة النفسية، منها: تصاعد مشاعر الاكتئاب والمُقارنات الخيالية والشعور بعدم الإنجاز يسببان الإحباط ويرفعان مُعدلات الاكتئاب، وزيادة القلق جراء المحتوى الذي يركز على أمور تافهة يعزز شعور القلق والضغط بسبب تفاصيل بعيدة عن الواقع، وقلّة الثقة بالنفس .خاصة ان هذا النوع من المحتوى يُساهم في زعزعة ثقة الأفراد بأنفسهم وبناء صورة غير صحية عن الذات، ولا بد من ممارسة تجاهل المحتوى الإعلامي الضار ، وعدم التفاعل مع المنشورات السطحية، مما يُقلل فرص انتشارها،واستخدام الحظر أو التوقف عن المتابعة ، و منع الوصول إلى مصادر هذا النوع من المحتوى بفاعلية.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-12-2025 01:15 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||