15-12-2025 08:26 AM
سرايا - مع دخول قرار إلغاء التأشيرات بين الأردن وروسيا حيز التنفيذ، اعتبارا من يوم أول من أمس السبت، يتوقع معنيون في القطاعين السياحي والتجاري، أن تشهد العقبة تطورا نوعيا من شأنه إحداث أثر إيجابي ملموس على حركة السياحة الوافدة، في وقت تبحث فيه العقبة عن توسيع قاعدة أسواقها السياحية واستقطاب أسواق جديدة ذات قيمة مضافة عالية.
ويأتي هذا القرار ضمن توجهات حكومية تهدف إلى تسهيل حركة السفر وتحسين تنافسية الأردن كوجهة سياحية آمنة ومتنوعة، لا سيما في ظل التغيرات التي شهدتها خريطة السياحة العالمية خلال السنوات الأخيرة.
ويُنظر إلى السوق الروسي بوصفه أحد الأسواق الواعدة، نظرا لحجمه وخصائص السائح الروسي الذي يميل إلى الإقامة لفترات أطول ويظهر قدرة إنفاق جيدة، إلى جانب اهتمامه بالسياحة الشاطئية والثقافية والصحراوية.
ويرى مختصون في القطاع السياحي، أن الإعفاء من التأشيرات يشكل عاملا حاسما في قرار السفر بالنسبة للسائح الروسي، إذ يخفف من الأعباء الإجرائية ويمنح مرونة أكبر في التخطيط للرحلات، سواء الفردية أو الجماعية.
وبموجب القرار، بات بمقدور المواطنين الروس دخول الأراضي الأردنية والإقامة فيها لمدة تصل إلى 30 يوما متواصلة في كل زيارة، مع عدم تجاوز المدة 90 يوما كحد أقصى خلال السنة الواحدة، وذلك بشرط ألا يقوموا بالانخراط في أنشطة العمل أو الأنشطة التجارية أو الدراسة أو الإقامة الدائمة في الأردن، فيما تنطبق نفس الشروط على مواطني المملكة لدى زيارتهم لروسيا.
الإقامة لفترات أطول
وبحسب الخبير السياحي أيمن جبر، فإن مدينة العقبة تستفيد كثيرا من هذا القرار نظرا لكونها المدينة الساحلية الوحيدة في المملكة، وما تمتلكه من مقوّمات سياحية طبيعية وبنية تحتية متطورة وأنشطة بحرية ومنتجعات وفنادق بمختلف التصنيفات، إضافة إلى موقعها كمركز اقتصادي وسياحي ضمن منطقة اقتصادية خاصة تتمتع بتسهيلات استثمارية وتشغيلية.
وأكد العامل في القطاع السياحي أحمد صلاح، أن الإعفاء من التأشيرات يمثل فرصة حقيقية لرفع نسب الإشغال الفندقي، خصوصا خلال الفترات التي تشهد عادة تباطؤا في الحركة السياحية، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن السوق الروسي يعد من الأسواق ذات العائد الجيد على القطاع الفندقي، إذ إن السائح الروسي يميل إلى الإقامة لفترات أطول نسبيا ويستخدم مجموعة واسعة من الخدمات السياحية، ما ينعكس إيجابا على إيرادات المنشآت الفندقية والخدمية.
كما أكد صلاح، أن العقبة تمتلك طاقة فندقية قادرة على استيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار، إلا أن المرحلة المقبلة تتطلب تكثيف الجهود التسويقية، وتعزيز الربط الجوي المباشر مع المدن الروسية، إلى جانب العمل على تهيئة الكوادر السياحية للتعامل مع هذا السوق، سواء من حيث اللغة أو فهم الثقافة السياحية.
من جهته، بين مدير أحد المكاتب السياحية محمد بقاعين، أن أثر الإعفاء من التأشيرات يتجاوز الفنادق ليشمل مختلف القطاعات المرتبطة بالسياحة، مثل المطاعم والمقاهي، وشركات النقل السياحي، ومراكز الغوص والأنشطة البحرية، والأسواق التجارية، مشيرا إلى أن أي زيادة في أعداد السياح تعني تحريكا مباشرا لعجلة الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة، وتحديدا للشباب في مدينة العقبة.
وأشار إلى أن استقرار تدفق السياح من السوق الروسي يعزز ثقة المستثمرين بالقطاع السياحي الأردني ويدفع نحو التوسع في المشاريع القائمة أو إطلاق مشاريع جديدة، خصوصا في مجالات السياحة البحرية والترفيهية، معتبرا أن تنويع الأسواق السياحية يعد عنصرا أساسيا لضمان استدامة القطاع وعدم تأثره بالتقلبات الموسمية أو الإقليمية.
وأكد بقاعين، أن الإعفاء من التأشيرات يسهم في تحسين صورة الأردن في السوق الروسي، ويمنحه ميزة تنافسية مقارنة بوجهات أخرى في المنطقة، لافتا إلى أن السائح الروسي يهتم بالتجربة الثقافية وزيارة المواقع التاريخية والتعرف على نمط الحياة المحلي، لا سيما أن الأردن يمتلك مزيجا فريدا يجمع بين السياحة الشاطئية في العقبة، والسياحة الثقافية والدينية في مختلف المحافظات.
برامج سياحية متكاملة
ومن وجهة نظر أستاذ الاقتصاد إبراهيم النعيمات، فإن هذا التنوع يتيح تصميم برامج سياحية متكاملة تلبي اهتمامات شرائح مختلفة من السياح الروس، ما يزيد من فرص تكرار الزيارة ويعزز من العائد الاقتصادي على المدى المتوسط، داعيا في الوقت ذاته، إلى استثمار هذا القرار من خلال حملات ترويجية موجهة تبرز خصوصية المنتج السياحي الأردني، مع التركيز على العقبة كنقطة جذب رئيسة.
وكانت سفارة الأردن في موسكو أكدت أنه مع بدء العمل بنظام الإعفاء من التأشيرة، يتوقع زيادة ملحوظة في أعداد السياح من كلا الجانبين، موضحة أن الاتفاقية الجديدة ستسهل على السياح الروس استكشاف الأردن، كما ستشجع المزيد من الأردنيين على زيارة روسيا، ما يعزز العلاقات السياحية والثقافية والاقتصادية بين البلدين.
وأشارت إلى أن رفع قيود التأشيرة سيتيح للسياح الروس استكشاف التراث التاريخي الأردني، بدءا من مدينة البتراء الأثرية، وصحراء وادي رم، والبحر الميت، وصولا إلى ساحل البحر الأحمر، وأن المملكة توفر خيارات ترفيهية متنوّعة تناسب جميع الأذواق، بما في ذلك مجموعة واسعة من المطاعم والمتاجر ومراكز الاستجمام.
وأوضحت السفارة، أن الأردن يتميز أيضا بتراثه الديني العريق، ويعد المغطس (مكان تعميد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان) وجهة رئيسة للحجاج المسيحيين من جميع أنحاء العالم، ويوفر بيت الحجّاج الروس شروطا خاصة للزوار من روسيا.
من جانبه، أكد مفوض السياحة والاستثمار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور ثابت النابلسي، أن الإعفاء من التأشيرات بين الأردن وروسيا يشكل خطوة مهمة لدعم موقع العقبة كوجهة سياحية واستثمارية إقليمية، مشيرا إلى أن العقبة تمتلك بنية تحتية سياحية متقدمة وطاقة فندقية متنوعة، ومرافق خدمية قادرة على استيعاب النمو المتوقع في أعداد الزوار، لا سيما من الأسواق الواعدة مثل السوق الروسي.
وأكد، أن السلطة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على تعزيز جاهزية العقبة، من خلال دعم الفعّاليات السياحية، وتشجيع الاستثمار في المشاريع النوعية، وتحسين تجربة الزائر، مضيفا، أن زيادة أعداد السياح تُسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز فرص العمل، بما ينسجم مع رؤية العقبة كمدينة سياحية واقتصادية متكاملة.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-12-2025 08:26 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||