بقلم : رضا السميحيين
برز في الأيام الأخيرة اهتمام ملحوظ من عدد من وسائل الإعلام الأرجنتينية والعالمية، بمتابعة أخبار منتخبا الوطني الأردني.

ويبدو أن الأمر مرشح للانفتاح أكثر على مساحات تتعلق بالهوية الاردنية العالمية سواء سياسيا أوثقافيا و سياحيا، هذا المساحة من الرصد الإعلامي لم نعتد أن نكون فيها حاضرين بهذا الوضوح.

فالاهتمام الأرجنتيني والعالمي لم يأت من فراغ، فهو إنعكاس لتطور ملحوظ في أداء منتخب النشامى، ولحضور رياضي يفرض نفسه شيئاً فشيئاً خارج الإقليم.

لذا وحين تبدأ صحف بعيدة جغرافيا وثقافياً عنا بتتبع خطوات منتخباتنا، فهذا يعني أن شيئا ما قد تغير، وأن صورة الأردن آخذة بالتحرك من إطارها التقليدي نحو مساحة أوسع وأكثر تنوعا.

هذا المشهد، بصيغته البسيطة، يبعث على الفخر ، ليس فقط لأن المنتخب بات مادة للمتابعة الدولية، بل لأن ذلك يفتح أمام الأردن فرصة ذهبية لتعزيز حضوره وصورته في الخارج.
نعلم جيدا أن الدول كثيراً ما تحتاج إلى “نافذة” يدخل منها الاهتمام العالمي… وهذه النافذة جاءت هذه المرة من الأرجنتين، البلد الذي يعد إحدى عواصم كرة القدم في العالم.
لكن السؤال الي يطرح نفسه، هل نعرف كيف نستثمر هذا الاهتمام؟

إن ما نحتاجه اليوم هو استثمارا مدروس من مؤسسات الدولة، سواء في ملفات الرياضة أو السياحة أو الإعلام. فالأمر لا يتعلق فقط بتسليط الضوء على الاردن في تغطيات كأس العالم ، وإنما امكانية تحويل هذا الإهتمام الإعلامي إلى مسار طويل يخدم الأردن على مستويات عديدة.
الرياضة وكرة القدم تحديدا، كما أثبتت التجارب الدولية، تجاوز حدود المنافسة داخل الملعب، لتصبح لغة عالمية مشتركة، وجسر تواصل، وأداة دبلوماسية ناعمة قادرة على خلق انطباعات إيجابية عميقة لدى الشعوب.

لدينا اليوم فرصة لتعزيز حضور الأردن في الخارج عبر سرد قصص نجاحه، وتمكين مؤسساته الرياضية والإعلامية من بناء علاقات دولية أوسع، وإظهار الوجه الإبداعي والإنساني لهذا البلد الصغير بحجمه الكبير بطموحه.
فالاهتمام الذي بدأ من الصحافة الأرجنتينية يمكن أن يكون نموذجا قابلا للتكرار إذا أحسنا قراءته والبناء عليه.
إن الأردن يستحق أن يظهر أمام العالم بحجمه الحقيقي… بحضوره، وبالمواهب التي يحملها، وبالقدرة التي يثبتها كلما سنحت له الفرصة.
وما يجري اليوم من رصد إعلامي يجب ان نعي معه بأن العالم يلتفت إلينا أكثر مما نتوقع، لذا يجب أن نلتفت نحن إلى أنفسنا بالقدر ذاته.