بقلم : الرائد المتقاعد علي محمد المعالي
تحدثت في المقال السابق عن بعض الاجراءات الميدانية التي قد تتخذها الدول النامية في مواجهة الاعتداء عليها من قبل دولة متقدمة تكنولوجيا.
في هذا المقال ساتحدث عن الاجراءات الدفاعية التقنية.
ان المعارك البرية غالبا ما تكون محسومة لصالح الطرف الاقوى، لكن المعارك الفضائية، واقصد هنا الرقمية سوف ينتصر بها الطرف الاكثر ذكاءا، المحترف بصناعة او استخدام التكنولوجيا، ولتوضيح ذلك، تخيلوا معي هذا السيناريو.
دولة صغيرة، ذات موارد محدودة، في مواجهة دولة عملاقة، الحرب الميدانية محسومة طبعا لصالح الدولة الكبيرة، ولكن ماذا سوف يحدث اذا قامت الدولة الصغيرة بالاستثمار في فهم، وتصنيع، وتصميم برامج التكنولوجيا، ما الذي سوف يحدث للدولة الكبيرة، اذا فوجئت بان صواريخها الموجهة، تغير اتجاهها، وتسقط على رأس من أطلقها، واذا تم مهاجمة اجهزة حاسوب وسيطرة شركات الطاقة، وتم قطع مصادر الطاقة عن الدولة كاملة ، بل ربما تم العبث في برامج السيطرة على مفاعلات الطاقة النووية، وتبريدها، مما قد يهدد بكارثة نووية، سوف تصبح هذه الدولة العملاقة رهينة لدى الدولة الصغيرة بالامكانيات، لكنها غنية بالعقول.
حسنا، ماذا اذا تعطلت وسائل الاتصال، الخلوية، واللاسلكية، مما بهدد بفقدان القيادة والسيطرة، ماذا سوف يحدث اذا تم تعطيل انظمة المستشفيات، البنوك، المراكز المالية، مراكز الحدود، شركات المياه، تخيلوا مدى الفوضى.
ماذا سوف يحدث اذا فوجئ الطيار الحربي بالتشويش على اجهزة طائرته، فلا تكتشف الصواريخ المنطلقة تجاهها، بل ماذا يحدث اذا تم تعريف هذه الطائرة انها طائرة عدوة لاسلحة المضادات الجوية الخاصة بدولتها، ماذا سيحدث اذا تم السيطرة على اجهزة البث التلفزيوني والاذاعي، ماذا سيحدث اذا تم السيطرة على اَقمر صناعي وتوجيهه ليصدر بيانات غير حقيقية.
اليكم الخطر الاكبر، كيف سيواجه جيش او شعب الدولة الكبرى اذا فوجئت باسراب كبيرة جدا من الحشرات الآلية المتفجرة، والمتجسسة.
ان النصر في الحرب القادمة هو حليف الدولة المتقدمة علميا وخاصة في مجالي الامن السيبراني، والذكاء الاصطناعي والروبوت.
الحرب القادمة، قد لا ينزف بها اي قطرة دم، الحرب القادمة هي حرب العلماء.
وللحديث بقية.
a.almaali@yahoo.com