حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,27 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3495

د. سيف الدين ربابعة يكتب: عندما يختزل البطل كلمات الوطن: "المدني يرجع لورا"

د. سيف الدين ربابعة يكتب: عندما يختزل البطل كلمات الوطن: "المدني يرجع لورا"

د. سيف الدين ربابعة يكتب: عندما يختزل البطل كلمات الوطن: "المدني يرجع لورا"

27-11-2025 09:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. سيف الدين أحمد الربابعة
في لحظات الخطر، عندما تتداخل الأصوات وتعلو أصوات الانفجارات، تخرج من قلوب الرجال كلمات تُختزل فيها رسالة بأكملها. لم تكن جملة "المدني يرجع لورا" التي نطق بها أحد أفراد قوة المداهمة البواسل أثناء عملية الرمثا يوم أمس مجرد توجيه تكتيكي عابر، بل كانت شهادة حية تتجاوز صوت الرصاص، لتُروى بأحرف من نور على جبين الوطن.
لقد حوّل هذا البطل المجهول، في ثوانٍ معدودة، مفهوم الوطنية من نظرية إلى ممارسة، ومن خطاب إلى فعل. بكلماته تلك، لم يكن يُحدد موقعاً أو يوجه زميلاً فقط، كان يرسخ فلسفة كاملة للعمل العسكري الأردني، فلسفة تُختزل في أن الدرع يجب أن يكون أقوى من السيف، وأن حياة المواطن هي الخط الأحمر الذي لا يُمس.
هذه الكلمات ليست جديدة على آذاننا، فهي نفسها الروح التي تسري في شرايين تاريخنا العسكري الزاخر. إنها نفس العزيمة التي قاوم بها الجيش الأردني عبر التاريخ، ونفس القلب النابض الذي ينبض تحت الخوذات والزّيّ المموه. إنها تذكرنا بأن شجرة الزيتون لا تثمر إلا في أرض آمنة، وأن الأردن بقيمه ومقدساته وأبنائه، هو تلك الشجرة التي يسقىها الجنود بدمائهم وعرقهم وسهرهم.
في "المدني يرجع لورا" نرى تجسيداً حياً للقيم الأردنية الأصيلة: القوة التي لا تتحول إلى عنف، والشجاعة التي لا تطغى على الرحمة، والواجب الذي يعلو فوق كل اعتبار. إنه العسكري الذي يرى نفسه حارساً لأحلام الأطفال، ودرعاً لكرامة الشيوخ، وسنداً لأمان النساء. إنه الفارس الذي يعرف أن انتصاره الحقيقي ليس في عدد الأعداء الذين يصرعهم، بل في عدد الأبرياء الذين يحميهم.
هذه الحادثة تذكرنا، نحن كمواطنين، بواجبنا نحو هؤلاء الأبطال. واجبنا ليس الشكر اللفظي فقط، بل هو الدعم المطلق، والثقة العميقة، والوقوف خلف قواتنا كما تقف هي أمام أخطارنا. إنها دعوة لتكريس هذه الروح في كل مجتمعنا، في مدارسنا، في مصانعنا، في حقولنا. أن نكون جميعاً في الصفوف الأمامية لبناء الوطن، كما هم في الصفوف الأمامية للدفاع عنه.
لقد أثبت أبطال واقعة الرمثا، وجميع أفراد قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية، أنهم ليسوا مجرد رجال في مواقع، بل هم قيم تسير على قدمين. هم العهد الذي قطعته الدولة على نفسها بحماية شعبها، وهم الترجمة الحية لكلمة "الوطن".
فلك منا كل التحية أيها البطل، يا من جعلت من كلماتك سياجاً منيعاً حول أرواحنا. لن نخذلكم، لأن درعكم هو أماننا، وإصراركم هو مستقبلنا، وروحكم هي التي تجعل من هذا الأردن قلعة شامخة، ترفرف فوقها راية "الله، الوطن، الملك".











طباعة
  • المشاهدات: 3495
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-11-2025 09:49 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل يرضخ نتنياهو لضغوط ترامب بشأن إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم