26-11-2025 03:33 PM
بقلم : الرائد المتقاعد علي محمد المعالي
ليست عظيمة لان مساحتها اكثر من مليونين كليومتر مربع، ولا لانها ثاني دولة منتجة للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، وليس لان فيها اقدس مقدسات المسلمين وقبلتهم، وليس لانها من اكبر المتبرعين في العالم، وخيرها ينتشر في كل بقاع الارض، رغم عظمة ما تم ذكره، الا انني ساتحدث عن الشعب السعودي العظيم.
كانت اول مرة ازور بها دولة خليجية، ومنذ ان وطأت قدمي ارض المملكة الحبيبة، ذهلت لمقدار المحبة، والاحترام الذي يحظى به الاردني هناك.
دخلت سوبر ماركت، اشتريت بعض المواد، وعندما اقتربت من البائع لكي ادفع الثمن، قلت له مرحبا، نظر الي مبتسما، وسالني بلهجته الجميلة، حضرتك إردني، اجبته نعم، فاخذ يرحب ويهلي، ويا حيا الله النشامى، ورفض ان ياخذ ثمن ما اشتريت، قائلا انها ضيافة، وعلى حسابه، ولم ياخذ الثمن الا بعد اصراري على ذلك، ثم احتفظ بيدي بين يديه، وهو يلح على ان اقبل عزومته على الغداء في منزله، فاعتذرت بلطف، وان وقتي ضيق ولا يسمح لي بهذا الشرف.
استقليت اكثر مرة تاكسي عن طريق تطبيق اوبر، وكلما فتحت الباب لاجلس في المقعد المجاور للسائق، قائلا له، مرحبا، في كل مرة حرفيا، كان السائق يبتسم ويسالني إردني، فاجيب نعم، فيأخذ بالترحاب، ويعزمني على بيته، وكالعادة اعتذر بلطف، ويرفض اخذ الاجرة الا بعد اصراري على ذلك، وهم جميعا دون استثناء كانو يطلبون اقل من سعر الاجرة الحقيقي، فاذا كانت الاجرة خمسة وثلاثون ريالا كان يطلب ثلاثين، فاقول له ان الاجرة الظاهرة على التطبيق خمسة وثلاثون، لكنه يصر على انه لن ياخذ سوى ثلاثين، كنت اضطر ان القي أربعين ريالا في حضنه، وانا اغادر، لكي لا يستطيع ردها لي.
دخلت سوبر ماركت به مجموعه من المتسوقين الذين كانوا يقفون امام الكاشير، وقلت كعادتي، مرحبا شباب، لكي يفاجئني البائع بقوله يا حيا الله النشامى، حضرتك اردني صحيح، فاجيبه نعم، تناولت غرضي، واردت ان اقف بالدور لكي احاسب، لكن المشترين كلهم بادروا بالقول تفضل لا تنتظر، طبعا اخلاقي لا تسمح، فكنت اشكرهم وادعو لهم بالخير.
قد يقول قائل ان هذه مجاملات من اشخاص يمتلكون العمل، فاقول لهم انني اشتريت بعض المواد من مول كبير، وعندما وصلت الكاشير وكانت سيدة محترمة، قلت لها مرحبا عمو، فنظرت لي قائلة حضرتك اردني عمو، فقلت نعم، واخذت ترحب وتهلي، ثم حسبت قيمة المواد، وقالت انها سوف تحاسب عني، وانني ضيف عليهم، بالتاكيد رفضت بادب، وبدورها اصرت ان تعيد لي بضعة ريالات الفائضة عن الثمن، رافضة اخذها، وقالت انت رفضت عزومتي، شكرتها ودعوت لها وغادرت
احنا الضيوف وانت صاحب البيت، جملة سمعتها من معظم الاخوة السعوديين.
هذه المواقف وغيرها الكثير واجهتني مع كل من التقيت بهم من الاشقاء السعوديين، وشعرت بصدق حبهم للاردن، وشعرت بطيبتهم، كرمهم، تواضعهم، لقد شعرت انني موجود في بيتي، في الاردن، لدرجة انني كنت اتجول بدون ان احمل معي جواز السفر، لانني كنت اشعر بالامان.
ما اثار دهشتي هو كيف يمكن لانسان ان يعرف اصل اي شخص اخر بمجرد قول كلمة ( مرحبا) او ( يعطيكم العافية) ما هذا الذكاء، وما هذه الفراسة.، شكرا من القلب للاخوة السعوديين لما لقيته منهم من طيب يعجز القلم واللسان عن وصفه، حفظ الله السعودية قيادة وشعبا، وارضا، وحفظ الاردن وقيادته الحكيمة، وشعبه العظيم الذي يحظى باحترام وتقدير اشقائه العرب. حفظ الله الامة العربية العظيمة.
a.almaali@yahoo.com
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-11-2025 03:33 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||