25-11-2025 09:11 AM
بقلم : حسني عايش
مايكل دروزنين يهودي أميركي صهيوني كان مراسلاً لجريدة واشنطن اليهودية الصهيونية، ولجريدة وول ستريت جورنال اليهودية الصهيونية ومؤلفاً لكتاب (Citizen Hughes) الذي جعلته جريدة نيويورك تايمز من الكتب الأكثر مبيعاً كعادتها مع كل كتاب يؤلفه يهودي وإن كان لا يساوي بشلكاً، ومؤلف الكتاب الذي أنا بصدده وهو (The Bible Code ,1991).
يدعي هذا المايكل أنه تم كسر كود (code) التوراة أي فك شيفرتها وبالتالي عرفنا الاسرار الإلهية الواردة فيها، مع أنها مكتوبة قبل ثلاث آلاف سنة.
لقد تم فك الشيفرة بوساطة الكمبيوتر على يد عالم رياضيات اسرائيلي، عرض ما توصل إليه في مجلة علمية رئيسة (لم يذكرها) وان جملة علماء الرياضيات في العالم أكدوا صحة ما فعل وإن لم يذكر اسما ًواحداً منهم.
يدعى دروزنين أن كتابه (The Bible Code) هو أول كتاب في التاريخ يكشف علميا كما يدعي عن التغييرات الكثيرة التي تحدث في العالم ولكن المذكورة سراً في التوراة. إنها تخبر مسبقاً لمن يفك الشيفرة عن أحداث وقعت في الماضي وأحداث تقع في الحاضرة، مثل اغتيال كندي، وتفجير مدينة أكلاهوما، وانتخاب كلينتون الرئاسة أميركا، وكل شيء بدءاً من الحرب العالمية الثانية، والهولوكست، وهيروشيما، وهبوط الإنسان على القمر، واصطدام مذنب مع كوكب المشتري وحتى فضيحة ووترجيت.
بل إن فك الشيفرة كشف عن اغتيال رابين قبل سنة من وقوعه وأن دروزنين حذره من ذلك وأنه طُلب منه بعد الاغتيال كما يدعي تقديم شرح موجز لرئيس وزراء اسرائيل الجديد ورئيس الموساد. يدعي المؤلف أيضاً أن الكتاب الذي نحن بصدده احتاج إلى خمس سنوات لفك الشيفرة، وانه قابل الخبراء في اميركا وخارجها، وقضى أسابيع مع أشهر عالم رياضيات في العالم – الدكتور فليينا ربس، كما قابل علماء رياضيات مشهورين في جامعة هارفارد وجامعة ييل والجامعة العبرية - وتكلم مع مفكك الشيفرات المتفوق في وكالة الأمن القومي الأميركية الذي أكد وجود شيفرات في التوراة تتنبأ بالمستقبل.
يقول نعم، لا أحد يعرف مسبقاً ماذا سيحدث غداً، لكن الشيفرة يمكن أن تكون تحذيراً مسبقاً للعالم على نحو غير مسبوق كالذي جاء في سفر الرؤيا، وربما من حرب عالمية ذريةِ. وأياً كان الأمر، يطلب دروزنين من القارئ قبول ما تطالبه التوراة الإيمان به، واننا لسنا وحدنا في هذا العالم، وأن التوراة تطرح السؤال على الجميع: هل فك الشيفرة يصف مستقبلاً لا مفر منه؟ يمتلئ الكتاب بالجداول التوراتية الإلكترونية التي يظهر منها الحدث مثل اغتيال رابين، او إلى عمير الذي اغتاله، وإلى صدام حسين...
يدعي دروزنين أن اسحاق نيوتن اليهودي وعالم الفيزياء المشهور، وصاحب نظرية الجاذبية المعروفة حاول أن يفك الكود، وأنه اعتبر ذلك أهم من نظرية الجاذبية. وقد تعلم اللغة العبرية لهذا الغرض، وقضى عمره وهو يحاول فك الشيفرة، وان كثيراً من المليون كلمة التي خطها بيده كانت حول لاهوت خاص وليس حول الرياضيات أو التنجيم. كان يريد قراءة اللغز في عقل الله: لغز الماضي ولغز المستقبل لأن التوراة ليست كتاباً فقط بل برنامج كمبيوتر أيضاً، وإن كلمة كمبيوتر تظهر ست مرات في النص الأصلي للتوراة مختفية تحت الكلمة العبرانية ذكر أربعة منها في سفر الخروج واثنتين في تابوت العهد الذي يحمل الوصايا العشر. فالتوراة التي أملاها الله على موسى كانت فعلاً برنامجاً كمبيوترياً. ولمعرفة الكود وفكه ألغى ريس جميع الفراغات التي بين الحروف في الكلمات وحول كل التوراة الأصلية إلى حبل ممتد من الحروف التي بلغ عددها 304805 منها 4772 حرفاً.
ويستشهد بآنشتين أنه قال مرة: «التمييز بين الماضي والحاضر مجرد وهم وإن ظل مستمراً، فالزمن ليس كما يبدو أبداً. إنه لا يتدفق في اتجاه واحد. إن المستقبل والماضي يوجدان في الوقت نفسه.
وتبلغ المبالغة في الكذب ذروتها عند المؤلف بادعائه أن جميع الفنانين والكتاب والمخترعين والعلماء العظام مثل شكسبير وهومر... مذكورون في التوراة. لكن لو كانت التوراة صادقة فلماذا لا تشير مثلاً إلى الأحداث في الصين والهند وبقية العالم.
تخيل أن المؤلف يدعي أنه وجد في التوراة اشارات إلى الإرهاب الفلسطيني، كالتفجير في ساعة الذروة الذي حدث في القدس وقتل 23 يهودياً في 25/2/1996، ثم بالتفجيرين التاليين في القدس وتل أبيب، وأن بنجامين نتنياهو موجود مشفراً في التوراة باسم (Bibi) وكمعارض قوي لخطة رابين للسلام.
ويذكر أنه عرض هذا الكشف على والد نتنياهو وأنه قال له: إذا كان ما تقوله صحيحاً فسوف أؤمن بالله وبإله إسرائيل فقط، وسوف أصبح متديناً مع أنه – كما يقول– علماني صهيوني يعتمد البندقية.
ويضيف أن كلاً من سفر دانيال وسفر الرؤيا ينبئان عن معركة عظمى (مجّدو) في الشرق الأوسط بين اسرائيل والعرب( يقصد فلسطين) إن صراعاً مخيفاً قد يدمر أمماً شتى وبصورة دائمة.
يدعي المؤلف أن التوراة كشفت عن الإرهاب الاسرائيلي العكسي الذي قام به باروخ جولدشتاين الذي ارتكب مذبحة الحرم التي ذهب ضحيتها ثلاثون عربياً/ فلسطينياً) وهم يصلون.
يذكر دروزنين أن موقع المذبحة يكشف عن جذور قديمة للصراع في الشرق الأوسط، فالجامع (الإبراهيمي) مبنٍ على قمة معبد يهودي كان قد بني فوق قبور ابراهيم واسحاق ويعقوب قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة حين اختبأت ثلة من اليهود في كهوف التلال الصخرية المجاورة للبحر الميت منتظرين وصول الملائكة لخوض المعركة النهائية ضد الشر الروماني، أي بين أبناء النور وأبناء الظلام التي يمكن أن تدمر نسخ التوراة من اللفائف الجلدية الرقيقة التي كانت معهم.
وفي الإشارة إلى القدس أنها المدينة الأكثر في التاريخ التي درات الحروب من أجلها، فمنذ أيام الملك داود الذي احتلها، إلى البابليين الذين حرقوها ، فالرومان الذين دمروها، والصليبيون الذي حاصروها وقد استرجعها اسرائيل في حرب 1967
ويختتم تنبؤات التوراة بأن هزة أرضية كبرى ستقع وستدمر العالم في النهاية بما في ذلك الولايات المتحدة والصين واليابان واسرائيل نفسها وحسب طائفة يهودية فإن انقضاض العرب(الفلسطينيين) على اسرائيل سيؤدي إلى قتل 80 % من الاسرائيليين.
لا يسيطر اليهود/ الصهيونية/ اسرائيل على العالم سياسياً فقط، بل فكرياً وخرافياً وأسطورياً أيضاً.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-11-2025 09:11 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||