سرايا - أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون نقصًا في الكالسيوم قد تتحسن كثافة عظامهم بنسبة طفيفة، غالبًا لا تتجاوز 3 في المئة، عند زيادة استهلاكهم للألبان أو المكملات. لكن هذه الزيادة ليست كافية لتقليل خطر الكسور بشكل واضح، كما أن الحفاظ عليها يتطلب استهلاكًا يوميًّا مرتفعًا من الكالسيوم.


و لطالما انتشر الاعتقاد بأن شرب الحليب ضروري لبناء عظام قوية، ورسخت الإعلانات والبرامج الغذائية هذه الفكرة على مدى سنوات طويلة. والمنطق كان قائمًا على أن العظام تتكوّن من الكالسيوم وأن الحليب مصدر غني به؛ فالكوب الواحد من  الحليب كامل الدسم يحتوي على نحو 300 ملليغرام من هذا المعدن الضروري. لذلك اعتقد الكثيرون أن تناول عدة أكواب يوميًّا يضمن حماية العظام من الضعف والكسور. إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى صورة أكثر تعقيدًا.

وبحسب تقرير لصحيفة "ذا نيويرك تايمز" يعتمد جزء كبير من هذا الاعتقاد على أبحاث قصيرة المدى، إضافة إلى تأثير ملحوظ لصناعة الألبان في دعم بعض الدراسات، بحسب خبراء التغذية. ورغم أن الكالسيوم عنصر مهم لصحة العظام والعضلات والقلب والأعصاب، فإن الجسم يحتاج كمية محددة فقط. فبينما توصي بعض الدول بتناول 1000 إلى 1200 ملليغرام يوميًّا، تكتفي دول أخرى بنحو 700 ملليغرام؛ ما يعكس اختلافًا بين المؤسسات العلمية حول الكمية المثلى.


الإكثار من شرب الحليب لا يقلل خطر الكسور

وتشير دراسات رصدية إلى أن المجتمعات التي يشيع فيها انخفاض استهلاك الحليب لا تعاني بالضرورة من معدلات مرتفعة لكسور العظام؛ بل قد تكون  الكسور أقل شيوعًا في بعض هذه البلدان. من جهة أخرى، لم يثبت أن الإكثار من شرب الحليب يقلل خطر الكسور بشكل مؤكد. ومع ذلك، لا يمكن لمثل هذه الدراسات إثبات علاقة سببية مباشرة.

الشمس والرياضة أهم من الحليب

ويرى الخبراء أن النشاط البدني، والتعرّض لأشعة الشمس، وجودة النظام الغذائي عمومًا، تلعب دورًا أكبر في صحة العظام من الاعتماد على الحليب وحده. ومع ذلك، يحتاج الأطفال في مرحلة النمو وكبار السن بشكل خاص إلى كميات أكبر من الكالسيوم. وتشير إحدى الدراسات إلى أن زيادة استهلاك منتجات الألبان لدى كبار السن قد تسهم في تقليل السقوط والكسور، وإن كان السبب الدقيق غير محسوم.

وفي النهاية، يُعد الحليب مصدرًا سهلًا ومتاحًا للكالسيوم، لكنه ليس الوحيد. فالتوفو، والخضراوات الورقية، والأسماك التي تُؤكل بعظامها، والمنتجات المدعّمة، والألبان المخمّرة مثل اللبن والجبن، كلها بدائل فعّالة.

وكما يوضح الخبراء، إذا كنت تحب الحليب فاشربه، وإن لم تكن كذلك فهناك الكثير من الخيارات الأخرى التي توفر الكالسيوم وتدعم صحة العظام.