بقلم : الدكتور فارس العمارات
باتت المُبادرات المجتمعية قوة محركة للتغيير الإيجابي على مستوى العالم، فخلال العقد الأخير، شهدنا زيادة ملحوظة في هذه المُبادرات مما يبُرز دورها الفعّال في تعزيز ترابط المُجتمعات وتحقيق التنمية المُستدامة والحد من الفقر والجوع ، وإيجاد فرص عمل للباحثين عنه ، وتسعي هذه المبادرات بشكل كبير لمواجهة التحديات المحلية، سواء من خلال تحسين البيئة أو دعم الفئات الأكثر ضعفاً، فعلى سبيل المثال، شكلت مُبادرات عدة تحولاً في التفكير المُجتمعي ، والتحول نحو العمل ؛ بغض النظر عن نوعه وشكله ،وألهمت الآخرين لتبني تجارب مُماثلة ،ففي مجال تعزيز الاقتصاد المحلي، برزت تجارب ومُبادرات أطُلقت لتدريب وتمكين الحرفيات، ودعم الأعمال اليدوية وترويج منُتْجاتهن، ما أدى إلى تحسين معيشي للمُشاركات وأُسرهن ويمكن استلهام هذه التجربة من التعاونيات التي اثبتت نجاحا في دول عدة في قطاع الطاقة، التي نجحت بصورة ملحوظة ،ويمكن تطبيق نموذجها لتعزيز النمو الاقتصادي المحلي، وتمكين المرأة كان محوراً رئيسياً ضمن الجهود المجتمعية التي تعتبر هي عامل مهم في اقتصاديات الاسرة .
وان من حُسن الطالع ان تحمل هذه المُبادرات في طياتها حلول متعددة للحد من الفقر والبطالة ، وإيجاد فرص مناسبة للباحثين عن العمل ، والمُساهمة في الحد من التغير المناخي مثل :حملات إعادة تدوير النفايات في المناطق المتضررة والجهود لتأسيس شراكات مع القطاع الخاص، كبنوك وشركات، للمساهمة في زراعة الأشجار في مناطق متفرقة. وتوفير روض مُيسرة لدعم الاسر المُنتجة . أما في مواجهة الأزمات، فان تلك المُبادرات لا بد ان يكون لها دوراً محورياً وانعكاسا ايجابياً واضحا وبائننا ، في لجم الازمة التي تنشأ عن عدم توفر مصادر للدخل جراء جثوم أزمات متُتاليه على بعض المجتمعات ، وتقديم المُساعدات الإنسانية والإغاثية أثناء تلك الازمات والصراعات . مثل: أزمة حرب غزة وأزمة كورونا ، وفواعل الثغرات الاقتصادية العالمية ، وعولمة وسلعنة كثير من الاتجاهات التي تفعل فعلتها في المجتمعات التي لا طاقة لها باي ازمة ، وما لها من اثار كارثية على المناطق الضعيفة والهشة ، وهذه الجهود التي تُسفر عن تلك المبادرات تُشكل وبشكل كبير حائط صد في مواجهة تحديات اجتماعية واقتصادية .مثل: الحد من الفقر والبطالة ، ورفد الاسر الضعيفة اجتماعيا واقتصاديا من خلال مشاريع مُستدامة ،وتأثر بعض القطاعات .مثل: السياحة.
لن يُكتب لهذه المُبادرات النجاح او الولادة من رحم عقيم ، حيث يُعتبر نقص التمويل لهذه المبُادرات من أبرز العقبات التي تواجهها ، وتعدد التحديات التي تواجه تنفيذها كالاجرءات البيروقراطية ، فضلا عن غياب التعاون بين القطاعين العام والخاص في تحقيق تغييرات إيجابية ملموسة تسعى لرتق ثقب الفجوة الاجتماعية والاقتصادية بين المجتمعات ، وتجاهل المؤسسات والشركات لمسؤوليتها الاجتماعية المُلقاه على عاتقها .