13-11-2025 10:03 AM
بقلم : الدكتور حسين الدريدي
كان ونستون تشرشل، بذكائه الساخر، يعرف كيف يُخفي وراء النكتة أعظم الدروس.
ففي يومٍ من الأيام، دعا وزراءه إلى مزرعة صغيرة في ضواحي لندن. وبعد أن احتسوا الشاي، أشار إلى أحد حراسه قائلاً: «أطلق أحد الديكة هنا.»
أُطلق الديك، فطلب تشرشل من الوزراء أن يمسك أحدهم به. فاندفعوا جميعًا يركضون خلفه، وكلٌّ منهم يحاول القبض عليه، ولكنهم فشلوا.
ابتسم تشرشل، وقال للحارس:
«أطلق ديكًا آخر.»
وما إن أطلقه، حتى انشغل الديكان بالقتال، وفي لحظةٍ خاطفة اقترب تشرشل بهدوء من الأول، ومدّ يده وأمسك به بسهولة.
ثم نظر إلى وزرائه وقال مبتسمًا:
«هذه هي السياسة.»
فالمعنى الأعمق للسياسة، كما فهمها تشرشل، ليست دائمًا في الصراخ أو المطاردة، بل في صناعة التوقيت المناسب، وتوظيف صراع الآخرين لتحقيق الهدف دون ضجيج.
هي فن إدارة التوازنات، لا فن خلق العداوات.
فمن يشتغل بالسياسة أو الإدارة أو حتى الحياة العامة، يعلم أن الذكاء الحقيقي ليس في ملاحقة “الديك”، بل في معرفة اللحظة التي ينشغل فيها الآخرون لتلتقط الهدف بهدوء.
في مجتمعاتنا أيضًا، كثيرون يركضون خلف “الديك الخطأ” — يتنازعون على تفاصيل جانبية، بينما الذكي ينتظر لحظة الفوضى ليمسك جوهر الأمر.
السياسة الناجحة، مثل القيادة الحكيمة، لا تحتاج صخبًا بل تحتاج بصيرة.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-11-2025 10:03 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||