حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,11 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7757

العمارات يكتب: الاغتيال الرقمي

العمارات يكتب: الاغتيال الرقمي

العمارات يكتب: الاغتيال الرقمي

11-11-2025 08:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس العمارات
هو جريمة غير محدودة بالحدود الجغرافية، إذ يمكن أن تحدث في مكان ما ويكون لها أصداء وآثار تمتد إلى أماكن بعيدة، وهذه الظاهرة تجعل مسرح الجريمة عالمياً وشهوده يتجاوزون الملايين، على عكس عمليات الاغتيال التقليدية التي قد يشهدها فقط عدد محدود من الأشخاص، ونحن هنا إذن أمام نوع جديد من الجرائم بمسرح واسع وجمهور متنوع يمتد عبر القارات .اما أدوات الجريمة الرقمية ليست مجرد تعليقات عشوائية تُنشر على منصات التواصل الاجتماعي، بل تعتمد على مجموعة من الأدوات التقنية التي يتم تسخيرها لتحقيق أهداف الإجرام الرقمي، ومنها: اختراق الأجهزة الشخصية وسرقة البيانات الخاصة للضحية يليها الابتزاز باستخدام هذه المعلومات، وسرقة معلومات حساسة كبيانات البطاقات البنكية ثم استخدامها لارتكاب جرائم باسم الضحية دون علمها، واستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل: تقنية التزييف العميق لإنتاج محتوى مُزيف صوتاً وصورة باستخدام ملامح ،وصوت الضحية.
اما تقنيات كشف الهوية . يتم نشر معلومات شخصية عن الضحية، مثل: الاسم الكامل ومكان الإقامة مما يعرضها للمُضايقات أو الابتزاز نتيجة للتحريض ، والتنمر الرقمي الذي يشمل استخدام ألفاظ مهينة وتشويه السمعة، وقد يتطور الأمر ليصل إلى التحرش الرقمي بلغة بذيئة ذات طابع جنسي، اما هجمات الهندسة الاجتماعية، التي تعتمد على تنظيم أفراد للكشف عن معلومات خاصة بالضحية، سواء كانت حقيقية أو مزورة، ونشرها للتسبب في أضرار اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوات ليست الثابتة أو النهائية، فالابتكارات التقنية المُستمرة قد تفتح المجال لظهور أساليب جديدة للاغتيال الرقمي مع تطور الذكاء الاصطناعي، ومساحة الأخطاء في الفضاء الرقمي للأسف لا يتيح دائماً فرصة لتصحيح الأخطاء أو التراجع عنها، وبمجرد أن تنتشر أي معلومة خاطئة أو محتوى غير مناسب، يصعب محوه كلياً. فعلى عكس أخطاء الحياة الواقعية التي قد ينساها البعض بمرور الوقت يظل الخطأ الرقمي محفوظاً في ذاكرة الإنترنت، فالتغريدة المُتسرعة التي تندم عليها لاحقاً، حتى لو قمت بحذفها، قد تبقى محتفظة في أرشيفات العديد ممن اطلعوا عليها بفضل تقنيات تصوير الشاشة والنسخ المُخزنة ، وهذا يُشبه وصمة على صفحة بيضاء قد يخف لونها مع مرور الزمن ولكنها لا تختفي تماماً ومن هنا تأتي أهمية الحذر في التعامل مع هذا الفضاء الرقمي، لأنه لا يترك مجالاً كبيراً للغفران او التسامح أو النسيان.











طباعة
  • المشاهدات: 7757
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-11-2025 08:58 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنتقل المعارك والمواجهات إلى الضفة الغربية بعد توقف الحرب بين "إسرائيل" وحماس في غزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم