بقلم : علي الدلايكة
حديث دولة السيد سمير الرفاعي عن المدينة الجديدة مكانا وما يجب أن يصاحبها من مشاريع إنتاجية استثمارية تنموية غاية في الأهمية والذي يأتي في سياق الحديث المتزن الواقعي والمنطقي وفي ظل الحاجة الوطنية الملحة لذلك بعيدا عن الاستعراض او تحقيق المكاسب والمغانم وبعيدا عن التناكف أيضا حيث لم يعد مقبولا ذلك ولم يعد لدينا ترف الوقت كما قال جلالة الملك في خطاب العرش بإعادة التجربة مرارا وتكرارا ولم يعد لدينا ما يكفي لمزيد من الإنفاق الغير المنضبط والغير مدروس والغير مبرر ....
بقراءة بسيطة للموقع المقترح القطرانه نجد أن المسافة من أقصى نقطة للشمال حتى نصل الى القطرانه هي ٢٠٠كم وتحتاج من الوقت حوالي ٣ساعات مع الاخذ بعين الاعتبار الازدحامات المرورية ...أما المسافة من القطرانة إلى العقبة في اقصى الجنوب فهي تصل الى حوالي ال٢٥٠ كم وتحتاج من الوقت ٢ ساعه و٥٠ دقيقة تقريبا ....وهذا يعني انها تأتي منطقة وسط تقريبا بين أقصى نقطة من الشمال إلى أقصى نقطة في جنوب المملكة ومن ناحية اخرى هي منطقة جغرافية شاسعة مسطحة منبسطة جغرافيا يسهل إعادة تشكيلها هندسيا دون المزيد من التكلفة وهي قريبة من متطلبات البنية التحتية اللازمة لذلك وهي لا يحتاج الى الوصول اليها من قبل جميع المواطنين كما هو حاصل الان حيث المركزية القاتلة وحيث البيروقراطية العقيمة ....
اما ما اورده دولته في سياق آخر متلازم مع انشاء هذة المدينة حول بنك الأراضي والذي يقتضي توزيع قطع اراضي للمتقاعدين والشباب والباحثين عن العمل بقصد زراعتها واستثمارها
بخطة مدروسة ومنضبطة علميا وعمليا وبما يضمن تحقيق مردودا ماديا اضافيا للمستفيدين والذي من شأنه ان يحقق الكثير وطنيا من خلال التشغيل للشباب والمتقاعدين والعاطلين عن العمل وقد يكون ذلك من خلال جمعيات او تعاونيات تشكل لهذة الغاية ... اضف الى ما يحقق ذلك من مردود اقتصادي يعود بالنفع العام على الاقتصاد الوطني والأهم من ذلك ما يعالج ذلك من جوانب انسانية واجتماعية وأمنية على غاية من الاهمية بطريقة مباشرة وغير مباشرة ....
نعم هذا ما نحتاجه من النخب المبادرات والتحفيز وبعث الأمل والثقة بما هو جديد وما يحاكي واقع الحال وما يعانية المواطن الاردني بعيدا عن الاستعراض والتفاخر بما يليق وما لا يلقي وبعيدا عن صحوة الضمير المتأخرة لدى البعض واستفزاز المجتمع بحديث ليس وقته ولا ظرفه ولا مكانه ....
ما قاله جلالة الملك في خطبة العرش وأوضح بان امامنا وينتظرنا عمل وجهد كبير للاستمرار بما يجب من إصلاحات تعزز مسيرة الدولة الاردنية وثباتها وتعزز الثقة بها وهذا يتطلب مزيدا من الإنجاز على أرض الواقع بعيدا عن العشوائية والارتجالية والعمل بنظام الفزعة ...