بقلم : أحمد المفلح
لم نكن يومًا رُعيان في هذا البلد، نحن أسود هذا الوطن، أبناء أرضه وترابه، من زرعنا سهوله وسقينا وِدْيانه، ومن أنبتتنا هذه الأرض كما تُنبت الكرامة والعزّ.

نحن الذين عرفتنا الأرض بقيمتنا، فوصفتنا بالـنَّشامى، لا بالرعيان.

نحن الذين إذا ذُكر الأردن، ذُكر النخوة والشرف والبطولة.
يا عبد الهادي،
حين تتحدث عن مازن الفراية أو عن لباسه، تذكّر أن اللباس لا يصنع الرجال، فالرجل العسكري رجلٌ في أي وقت، بثوبه أو بدونه، لأن الانتماء ليس قماشًا يُلبس، بل عقيدة تُزرع في القلب.
أما أن يُوصف الأردنيون — أبناء هذه الأرض التي كتب التاريخ مجدها بدمهم — بأنهم "رعيان"، فهذا تجني على الهوية، وإساءة لكل نشمي وقف يومًا على ثغرٍ من ثغور الوطن.
نحن أشقاء الحسين، وأبناء تاريخٍ مجيدٍ منذ عهد عمر بن الخطاب .
عرفنا الشجاعة، وعشنا الكرامة، وسنبقى شيوخ هذا البلد واسياده،
لا يجرؤ أحدٌ أن يمسّ كرامتنا أو يشكّك بانتمائنا.
والله، هذه الأرض ما بنفرّط فيها ولا بندير ظهرنا إلها،
ولو اجتمع علينا العالم كله.
فمن تربى على حبّ الأردن لا يعرف الانكسار،
ومن شرب من مائها لا يبدّل ولاءه يومًا.