بقلم : علي الدلايكة
لاول مرة وبشكل غير مسبوق يقولها الرئيس ترامب بانه لا ضم لاراضي الضفة للكيان وهذا يعني انهاء حلم اسرائيل الكبرى الذي يتغنى به النتن ويمينه المتطرف ويدغدغ به مشاعر الشعب الاسرائيلي لاطماع انتخابية كذلك قادمة يحضر لها النتن...
ليس ذلك فقط وانما ما نراه من تواجد كثيف لاركان الادارة الامريكية في الكيان هذة الايام لكبح جماح النتن من محاولاته لخرق الاتفاق ولتثبيت وقف الحرب وبرسالة واضحه صريحة نقلت من ترامب للنتن بان الحرب انتهت وعليه الالتزام بذلك وبكل التفاصيل المتفق عليها....
هذة الاستدارة في السياسة الخارجية الامريكية تجاه الكيان والتهديد برفع الدعم عنه لم تأتي من فراغ فهناك ضغط عربي اسلامي مؤثر على الادارة الامريكية انتزع تعهد بايقاف الحرب وعدم الضم للاراضي والتزم بذلك ترامب امام القادة العرب والمسلمين في لقاء نيويورك وشرم الشيخ وهناك شعور بدأ يتعاظم لدى الادارة الامريكية بان النتن واليمين وسياسة الكيان الحالية توظف الدعم الامريكي لها في تصرفات وافعال تضر بمصالح امريكيا الاستراتيجية في المنطقة والعالم اجمع وان هذة التصرفات لم تعد تلقى القبول وانما تقابل بالمعارضة والاستنكار والاستهجان العالمي وما اصبح عليه الموقف العالمي من شبه اجماع ضد حرب غزة وضد عنجهية وفاشية النتن بها مما دفع الرئيس ترامب الى ان يحذر النتن بقوله انك لا تستطيع ان تحارب العالم اجمع وهذة رسالة ايضا للداخل الاسرائيلي بضرورة ان يلتفت الى مصالحه ومستقبله والتي غامر وقامر بها النتن تلبية لرغباته الشخصية السياسية واطماعه الجامحة في المحافظة على كرسي رئاسة الحكومة....
هذة الاستدارة وهذا التطور الغير مسبوق والمتسارع يحتاج الى تشكيل خلية ازمة عربية واسلامية سياسية استراتيجية لحسن استثمارها وادارتها كما يجب والبناء عليها بما يضمن في تحقيق مصالح الدول العربية والاسلامية والمنطقة عموما ونستثمرها في تحجيم واجهاض مشاريع النتن ويمينه المتطرف والذي مع استمرار الوقت والتقدم في تثبيت وقف الحرب يزدادوا جنونا ويستعروا اكثر في تصرفاتهم وتطاولهم ومحاولتهم كعادتهم نقض العهود والوعود وتطاولهم وتجاوزهم حدودهم الادبية والاخلاقية وافتقارهم للباقة السياسية والمفقودة اصلا وما قاله المازوم سموتريش بحق الشقيقة السعودية مع ان الجميع يعلم انه يلهث لهث الكلاب في ان يحقق هو وحكومته اي تقارب ممكن مع السعودية وما صرح به الارعن بن غفير في زيارته لبعض سجون الاحتلال وما تلفظ به من كلام حاقد متطرف ارهابي خارج عن نطاق الاخلاق والانسانية والاعراف والقوانين الدولية تجاه الاسرى الفلسطينين....
ان المنطقة تمر في مرحلة فاصلة سيرسم من خلال مجريات احداثها مستقبل المنطقة وهذا يتطلب مزيدا من التنسيق والتعاون العربي والإسلامي لنكون حاضرين في جميع التفاصيل المقبلة سيما وان المواقف الامريكية في الايام الاخيرة تصر على انهاء الحرب والانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق وفي ذلك الكثير الكثير مما يجب الاستعداد والتحوط له جيدا وهنا لا بد من التذكير بما كان وما زال يطرحه جلالة الملك من خارطة طريق للمنطقة تحقق العدالة للجميع وتضمن حقوق الشعوب في العيش الكريم المشترك والعيش بامان واستقرار يضمن بيئة مناسبة للتطور والحداثة والتقدم لجميع دول المنطقة