23-10-2025 08:34 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
تعد حركة عروة بن الورد امير الصعاليك، تعتبر وسيلة "رغم أنها قاسية" لتحقيق هدف إنساني محدد، وهو إنهاء الظلم الممارس على الفقراء والمحرومين والمظلومين والمُستضعفين، وحمايتهم من هيمنة الأسياد والزعماء وإتاحة حياة اجتماعية محترمة تناسبهم من خلال إعادة توزيع الثروة التي استولى عليها الأغنياء بشكل عادل لذلك، لاقت حركة عروة الصعاليك صدى كبيراً بين تلك الطبقات المحرومة، حيث كانوا ينادونه عندما يشتد عليهم الفقر" يا أبا الصعاليك، أغثنا" فيخرج ليقودهم في الغزوات.
وتمُثل حركة هاشم الخالدي، المُستقيمة والشفافه ؛مؤسس موقع سرايا والقامة الوطنية الحقة ، التي ما إمتدت يده لاي مال أو نال من أي فرد ، أو أساء إلى أي كان حتى .وان تلطخت يد البعض بالمال المشبوه والفساد ،والتنكر للمواطن ،وعهد ه دوما الاستجابة للمطالب العادلة والمنافحة عنها . حركة ومذهب عروة بن الورد في توزيع الثروة بين الناس بالتساوي، روبط بينه وبين شخصية الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري الذي نادى هو الآخر بإنصاف الفقراء وضرورة إعطائهم الأموال التي تجعلهم يعيشون حياة كريمة فكان النتيجة النفي إلى الربذة من قبل السلطة الحاكمة وقتئذ. ولكن الفرق بين دعوة ابن الورد ودعوة الغفاري، أن الأول لجأ إلى العنف كوسيلة لهدفه بينما الثاني كان سلمياً إلى أبعد الحدود.
وحركة هاشم الخالدي التي ينتهجها اليوم في المجتمع الأردني لا تتصف بالعنف او الشدة ، بل تتصف بالمنادة الحقة ، والارتكاز والاتكاء على مبادى العدالة والتوزيع العادل للثروة ، ونيل الحقوق بعيدا عن أي مُحاباة او تمييز ، وان تتم بكل شفافية وحيادية ونزاهة ، بعيدا عن النيل من أي مواطن لما يتميز به من فكر او رأي ، بما لا يخرق القانون او يقوض الامن ، و تٌشكل في مضمونها حركة عروة بن الورد التي شكّلت مُنعطفاً نوعياً في مُجتمع الجزيرة العربية ما قبل الإسلام، وهذا يعيدنا الى فعله "صعصعة بن ناجية" جد الشاعر الفرزدق، الذي كان ينُقذ البنات من الوأد على عادة بعض القبائل العربية وقتئذ من خلال دفع فدية لأهل البنت، وهي من دون شك مُبادرة إنسانية عظيمة جداً.
وقد اتسمت حركة هاشم الخالدي من خلال اتصالاته وسعيه ، وبث كل ما يتعلق بالحالة الاجتماعية والفقر والبطالة ليراها ويسمعها كل سامع ومُشاهد .بعيدا عن النيل من أي شخصية بعينها ، بل من منطلق ان الشخصيات تلك فتحت اذرعها للعمل العام ولخدمة الوطن والمواطن ، وفيما يتعلق بحالة الاستثمار وهروبة ومن يقف وراء وضع عصا الالبيروقراطية والتتنكيل بالمستثمرين وأصحاب المشاريع ، أراد من خلالها إثارة الوعي مجدداً لفكرة محاربة الطبقية والتفاوت في توزيع الثروات بصورة غير عادلة ، وهذا التغول من البعض من الذين لا يعلمون لماذا جاؤوا الى تلك المناصب وما هو الدور المُلقى على عاتقهم وهذا التفاوت الذي ينتج معه وجود طبقة كبيرة من الفقراء والمحرومين وجيش من المتسوّلين يفترشون الطرقات على مدى البصر في المدن، يتضورون جوعا ويشكون ضيق ذات اليد من العوز والفقر والبطالة ،وقلة المؤونة وضعف وتآكل الرواتب ، وان دل هذا انما يدل على سوء التخطيط والإدارة ، والترهل الإداري وسوء التصرف والسلوك غير اللائق تجاه المواطن ، وتعقيد كل ما قج يجعله افضل حالاً ، سواء بقصد أو من دونه من قبل الذين بيدهم السلطة والقرار.
هاشم الخالدي أبا زيد . حالة تُشبه كما حالة كل مواطن اردني حُر لا يقبل ان يمس وطنه او ينال من مواطنيه ، يسعى بكل قوة واقتدار لكشف كل مستور وكل من توارى عن القوم بفعلة المُشينة وتنصل من كل إنسانية وعدالة ، بعدم استجابة لكل مواطن صاحب حاجة او معوز ، او فقير او جائع ، او صاحب مطلمة . فقد سعى كما سعى عروة بن الورد للوقوف الى جانب كل فقير ومظلوم صعُبت عليه الظروف ونالت منه الحياة وضيق ذات اليد ، والوقوف الى جانب كل صاحب حق ، ظُلم او هُظم حقه جراء اجرءات عجفاء ، او قرارات هوجاء .
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-10-2025 08:34 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||