17-10-2025 08:04 PM
بقلم : أ. د إسماعيل الزيود
لأنها الأولى والأم الرؤوم (الأردنية الجامعة) يفرح الجميع بتقدمها وتميزها وتطورها وتفردها ويغضبون أيضاً لأي مساس بقدسية هذا الصرح العظيم الذي يعتبر شاهدا كبيراً على نشأة الأردن وبناءه وتطوره الوطن الأغلى والأعز وهي شاهد لا يمكن لأحد تجاوزه فهي ذاكرة وطن وحاضر ومستقبل واعد يمتد
الأردنيه الأم الجامعة خرجت وعلمت ورفدت الدولة الأردنية والدول العربية أيضاً بكفاءات كبيرة لا بل أننا نجد خريجوها في العالم يقودون مؤسسات ويتقلدون مناصب مرموقة لأنهم ذوات في علمهم ومعرفتهم وليسوا بخلفيتهم المكانية ولا الجهوية بل بقدراتهم المتميزة لذا تقدموا ودوماً نجد الإشادة والإشارة منهم لفضل الأم الأولى
نعم نغضب ونغضب كثيراً لأي سلوك جارف جامع لا يمت للخلفية العشائرية ولا للقبيلة بصلة ونغضب أكثر حينما نجدّ التصرفات الفردية تتحدث بالعقل والمنطق الجمعي فالعقل الجمعي الأردني براء مَن هكذا سلوكيات فردانية
القبيلة والعشيرة لعبت دورا مهما في البناء الاجتماعي والسياسي والثقافي للدولة الأردنيه ولم تكن يوماً إلًا عامل بناء ودعم مجسد للقيم والأخلاق الأردنيه وهي تتبرأ من أي أفعال تخريب أو تفتيت وترفض في ذات السياق لأي همز ولمز ليس مبني على أساس سليم في الطرح والتوظيف
المطلوب اليوم منا جميعاً أفرادا ومؤسسات أن ندعم تطبيق القانون وشرعيته ونبتعد عن المحسوبية في المحاسبة والمساءلة لكي يصبح تطبيق القانون وممارسته عادة اجتماعية في كلّ مجالات حياتنا اليومية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية
أن ما يحصل من عنف في جامعاتنا كافة الرسيمة منها والخاصة لا يعود بأسبابه جله للجامعة بل أن علينا واجب الالتفات لمؤسسات التنشئة الاجتماعية كافه من الأسرة للمدرسة فجماعة الآصدقاء والحي والإعلام ودور العبادة فكل هذه مجتمعة شريكة في المخرجات اليوم
لنعلم أن مجتمع الجآمعة هو محتمع غير متجانس بطبيعته متنوع بفعل الخلفية الاجتماعية والثقافية والسياسية والطبقيّة أيضاً لذا نجد الاختلاف الذي في كل الأحوال يفترض أن يكون في الاختلاف والتنوع إثراء للمعارف والمعتقدات والآراء والأفكار والاتجاهات وليس العكس
أخيراً أقول سوف تبقى جامعاتنا هي منارات للعلم والمعرفة والثقافة والفكر وستبقى هي من تقود المجتمع وتهذب السلوكيات الفردية
نعم ستبقى الأردنية أم الجامعات من يقود المجتمع بفكر نير نحو المستقبل
وستبقى عقل الدولة وقلبها الذي ينبض بالحياة
نحيها فهي منا ونحن لها ومنها نحن سكانها وهي تسكننا أيضاً وبعمق
أ. د إسماعيل الزيود
رئيس قسم علم الاجتماع
الجامعة الأردنية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-10-2025 08:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |