حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,18 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9392

التواضع والاعتدال لإحياء القيم الأردنية وإزالة الحرج الاجتماعي

التواضع والاعتدال لإحياء القيم الأردنية وإزالة الحرج الاجتماعي

التواضع والاعتدال لإحياء القيم الأردنية وإزالة الحرج الاجتماعي

17-10-2025 04:42 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. صخر محمد المور الهقيش
في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتختلط فيه المظاهر بالجوهر، وتعلو الفوضى المادية أحيانًا على القيم الإنسانية، جاءت مبادرة معالي مازن الفراية، وزير الداخلية، لتعيد للمجتمع الأردني بوصلة أخلاقه، وتضعه على طريق التوازن والاعتدال. إنها مبادرة تستنهض صفاء الإنسان، وتعطي للعلاقات الاجتماعية معناها الحقيقي، وتذكّرنا بالقيم التي نشأنا عليها: البساطة، الرحمة، التكافل الاجتماعي، والقيم التي تحفظ مجتمعنا من الغلو والمظاهر الزائفة، وتُزيل الحرج الاجتماعي عن الناس في كل مناسبة.

حين يُطرق الموت أبوابنا ويخيم الحزن على القلوب، يكون الصمت أبلغ من الكلمات، والمواساة الصادقة أعمق أثرًا من أي مظاهر شكلية. ومع ذلك، بعض الممارسات في بيوت العزاء تحوّلت إلى استعراض اجتماعي مبالغ فيه، بعيدًا عن جوهر التعزية. هنا تأتي مبادرة معالي الوزير لتعيد للعزاء هيبته ووقاره، مؤكدة أن الدعاء الصادق والوقوف مع أهل الفقيد بقلب رحيم أبلغ من أي مظاهر زائفة. فالتواضع في لحظات الحزن لا يُنقص من قيمة الإنسان، بل يرفع مكانته، إذ الرحمة لا تحتاج إلى زينة، بل إلى قلب يعرف قيمة الإنسان في ضعفه وحزنه. وبهذا، تُزال الحرج الاجتماعي عن كثير من الأسر، ويصبح العزاء مناسبة صادقة تعكس جوهر المجتمع الأردني النقي.

وفي الأفراح، حيث يفترض أن يسود الفرح، أصبحت المبالغة سببًا للقلق والديون والحرج الاجتماعي، وتحولت المناسبات من سعادة صافية إلى عبء يثقل كاهل الأسر. جاءت دعوة معالي الوزير لتنظيم مظاهر الأفراح تحريرًا للفرح من قيود المظاهر الزائفة، لتذكّرنا بأن السعادة لا تُقاس بحجم القاعات أو كثرة الولائم، بل بصفاء النية وصدق المشاعر. حين يعود الفرح إلى بساطته، يصبح الزواج مناسبة للبركة والوئام، لا للتفاخر والاقتراض. وبهذا، نستعيد أفراحنا كما كانت في الماضي الجميل: نقية، صادقة، تفيض دفئًا ومودة، لا صخبًا وتكلفًا، وتخفف الحرج الاجتماعي الذي طالما أرهق الشباب والأسر.

أما المهور، فقد تحولت أحيانًا من رمز للتكريم والمودة إلى عبء يثقل كاهل الشباب ويؤخر بناء الأسر. تأتي المبادرة لتعيد الأمور إلى نصابها، مؤكدة أن المهر ليس ثمنًا للزواج، بل رمز تقدير ومودة، وأن التيسير فيه يفتح أبواب العفة والاستقرار. بتخفيف المهور، تُبنى البيوت على أساس الاحترام والمودة، لا على المقارنات والحسابات المادية، ويُزال الحرج الاجتماعي عن الشباب وأهل الفتيات، ويُزرع في المجتمع الطمأنينة والاستقرار.

إن مبادرة معالي مازن الفراية ليست مجرد توجيه إداري، بل رؤية وطنية وإنسانية عميقة تعيد الاعتدال إلى مجتمعنا، وتذكّرنا بأن قوة المجتمع لا تُقاس بما يُنفق، بل بما يحمله من وعي وصدق وتوازن. كل الشكر والتقدير لمعالي الوزير على هذه المبادرة النبيلة، التي تُعيد البساطة والاعتدال إلى حياتنا الاجتماعية، وتزيل الحرج الاجتماعي، وتجعل مناسباتنا انعكاسًا للقيم الأردنية الأصيلة. إنها دعوة لنعيش بالحب والاحترام والتواضع، ونستعيد مجتمعنا كما أراده آباؤنا: متماسكًا، متوازنًا، وإنساني الهوى والهوية.








طباعة
  • المشاهدات: 9392
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-10-2025 04:42 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم