06-10-2025 12:19 PM
بقلم : نبيل عماري
كلما جاء شهر تشرين تأخذني الذاكرة لمشوار قديم على البلد بعمان وتلك الحسبة الصغيرة المقابلة لأثار سبيل الحوريات كان وقتها الجو جميلاً تبضعت من السوق العديد من الفواكة من الموز أبو نملة إلى البرتقال ذو الرائحة النافذة والتفاح اللبناني بطعمة الرائع وشراء بلح " رطب " مصري مروراً بشراء الراحة < الحلقوم > الطازجة بجوز الهند والمستكا وبسكوت ماري تحضيراً للشتاء وفجاة قادتني رائحة خبز تنبعث من مخبز يخبز خبز التنور الساخن الشهي وان وردت التنور تناوشني الرغيف حسب قول ناظم الغزالي تناولت عدة ارغفة ساخنة وقفلت راجعاً بسيارتي مروراً بشوراع وسط البلد طلوعاً إلى الدوار الثالث حين هبت رياح غربية لتتساقط أوراق الشجرة والتي أرتدت حلة صفراء تتطرزت بقطرات مطر ، نزل المطر على زجاج سيارتي أشعلت المساحات وصرت أغني وأنشد بعد أن رجعت لطفولتي يارب تشتي تشتي وروح عند ستي ستي تعملي كعكة أكلها وأنام وصبح جوعان ع راس السعدان نعم جاء الشتاء و بدأنا نودع عناقيد العنب ودموع التين الحساسة ونشعر ببرودة الجو معيداً ذكريات وحنين الماضي. نستقبله بروح المحبة والدفء صوبة بواري وطنبر كاز وجرس ومرقة عدس وهبال طبخة ملفوف وتغير في الملابس وحتى الحلويات تتغير وتختبىء البوظة أو الأيمة والاسكيمو كما كنا نسميهم ويظهر مشروب السحلب والهريسة ولكن شهر تشرين يضيف رونقا لتلك الشهور خاصة بعد أن وضعت كاسيت لفيروز بالسيارة وخرجت عليا بأغنية ( بعدك على بالي يا قمر الحلوين يا زهر بتشرين يا دهب الغالي) نعم لون زهور تشرين اللامعة تساوي وزن أرطال من معدن الذهب الثمين. نتغزل بذلك الشهر وينشد الشعراء قصائد وداع على مسامع الحسون المغادر وكلهم أمل بأمطار الخير الوفيرة بعد أن ودعنا الصيف بمواعيدو السيارة تمشي الهوينا والمطر يزداد رونقاً يغسل الشوارع والأشجار والتي أصبحت تلمع لا أعلم مدى بهجتي باستقباله سوى أن ألحن مزمارا من موسيقى الحياة ورائحة التربة بعد أول شتوة أنتظر تشرين بفارغ الصبر فهو بداية جديدة وتغير في الروتين حين تبدأ تشتم رائحة الصوف وتشاهد والدتك أو جدتك وقد أنجرت كنزة جميلة حمراء غنى لها جوزف عازار تسوى الدنيا يا كنزتي الحمراء وما زالت فيروز تغني وأنا أردد معها.
يا حلو يا مغرور
يا حبق ومنتور
على سطح العالي
مَرَق الصيف بْمَوَاعيدو
والهوى لَمْلَمْ عَنَاقِيدو
وما عرفنا خَبَرْ
عنّك يا قَمَرْ
ولا حدا لوّح لِنَا بإيدو
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-10-2025 12:19 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |