02-10-2025 01:50 AM
سرايا - من جدران المدرسة تبدأ أولى الحكايات، ومنها ينبعث صدى الضحكات البريئة وأحلام الطفولة التي تكبر مع الأيام لتصبح شعورًا بالانتماء والمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع.
فالمدرسة ليست مجرد مبنى، بل بيئة حية تحتضن التعلم وتشكل الشخصية وتزرع القيم في نفوس الطلبة لتصبح ذاكرة حية تتسع بالنجاحات والتجارب وتنفتح على آفاق أوسع من العطاء والمواطنة، وفي هذا الإطار انطلقت مبادرة "لمدرستي أنتمي" مستندة إلى الرؤية الملكية التي وضعت التعليم في قلب مشروع النهضة الوطنية باعتباره طريقًا لإعداد إنسان واعٍ ومنتمي وقادر على العطاء، وقد تبنت وزارة التربية والتعليم هذه الرؤية فحوّلت المبادرة إلى إطار مؤسسي يترجم التوجيهات السامية إلى برامج وممارسات داخل البيئة المدرسية تمنح المدرسة دورها الحقيقي كبيت ثاني ومركز فاعل لتشكيل الشخصية الوطنية، ومع متابعة الوزارة للتخطيط والدعم والعمل المستمر، تعمل الإدارة المدرسية والمعلمون على تحويل الأهداف إلى سلوكيات يومية نابضة بالحياة بينما يعيش الطلبة الانتماء بالعمل والممارسة من خلال المحافظة على مرافق المدرسة والمشاركة في تطويرها ويكون المجتمع المحلي شريكًا أصيلًا يعزز المبادرة ويضمن استدامتها ويكبر أثرها خارج أسوار المدرسة، وقد أثمرت المبادرة نتائج واضحة إذ عمّقت قيم الانتماء والمسؤولية وخلقت بيئة مدرسية أفضل وأكثر إشراقًا وربطت المدرسة بالبيت والمجتمع وأتاحت للطلبة فرصة لصقل شخصياتهم وتنمية روح المبادرة لديهم ومع ذلك تبقى هناك تحديات أبرزها محدودية الموارد وتفاوت مستوى التطبيق بين المدارس والحاجة المستمرة للمتابعة لضمان استمرار زخم المبادرة.
الانتماء الذي يغرس اليوم في نفوس الطلبة سيصبح غدًا قوة دافعة ليكونوا صانعي التغيير حاملي مشعل المعرفة وموصلين رسالة وطنهم بكل إخلاص، والطموح يتجاوز الحاضر فنأمل أن تتحول "لمدرستي أنتمي" إلى ثقافة وطنية راسخة لا تنتهي بانتهاء عام دراسي ولا ترتبط بنشاط عابر بل تصبح نهجًا يوميًا يعيش في وجدان الطالب والمعلم وولي الأمر لتمنح المدرسة هويتها كـوطن مصغر يتربى فيه جيل جديد يتحمل المسؤولية ويخدم وطنه بوعي وفخر.
د. خولة الشحيمات
مديرية الأغوار الشمالية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-10-2025 01:50 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |