06-10-2025 11:49 AM
بقلم : معن عمر الذنيبات
يحتفل بيوم المعلم سنويا في 5/أكتوبر من كل عام
للإشادة بدور المعلمين وخاصة دوره الرئيسي في بناء الوطن والنهوض به حيث ان الشاعر الكبيرأحمد شوقي قال في مدح المعلم و تقديره .
قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا
كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا
أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي
يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا.....
يجب على الدولة اذا أرادت النهوض والتطور اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفي كافة مجالات الحياة ان تعمل على تحسين اوضاع المعلم المعيشيه والمادية والاهتمام به وتدريبه من خلال الدورات التدريبية التي ترفع قدراته وكفائته التعليمية وغرس روح الانتماء لغرسها في الطلبة .
ان تطور كل امة وكل وطن يبدأ اولا بالاهتمام وتطوير المعلم حتى يبدأ بغرس ذلك التطور والانتماء واعطاء اكثر ماعنده عندما يكون مرتاحا ماديا ويشعر بالأمان الوظيفي ومن مرحلة رياض الاطفال نبدأ ذلك التطور وخطط النهوض بالوطن .
ان الدول التي اهتمت بالمعلم والنهوض به أدى ذلك إلى نهوض الدول وشعوبها الى مستوى معيشي أفضل والدليل على ذلك الدول التي تقدمت وأصبحت بيننا وبينها مئات السنين الضوئية والتي إستطاعت أن تبني نفسها بالعلم فقط بالرغم من شح أو قلة الموارد الطبيعيه وليس من الممكن أن يكون هناك تعليم جيد بدون وجود معلمين مخلصين ومؤهلين وذو كفاءة عالية وعندما نقف مع المعلم ونحتفل به في مثل هذا اليوم ليس لأجل المعلم والتلميذ فحسب بل لأجل الوطن ولأجل المجتمع الذي ينهض ويتطور بالمعلم الذي له دور كبير في بناء الأوطان وهناك نماذج من الدول التي كانت تعاني من التخلف والفقر والجهل ولكن تغير حالهم بعد اهتمامهم بالمعلم والعلم الذي يدرس في مدارسهم حيث انهم اصبحو من اكبر الدول في العالم تطورا في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية ومن هذه الدول اليابان وماليزيا وسنغافورة.
ففي دولة ماليزيا بنى مهاتير محمد بالعلم دولة ماليزيا الذي حكمها 22 عاما (من عام 1981 إلى عام 2003 )
فعندما فكر مهاتير في كيفية بناء دولته أول مابدر إلى ذهنه هو تنمية الموارد البشرية وتطويرها فلم يجد غير التعليم سبيلا وكل جهد الدوله تم توجيهه للتعليم فوضع ميزانية للتعليم في سنة 1996 كانت 2.9 مليار دولار بنسبة 21% من إجمالي الانفاق الحكومي وكانت دولة معدمة لا شئ بها غير الغابات والتخلف والأمراض وهي عبارة عن جزر متقطعة وكأنك تعيش في العصور الوسطى وزادت الميزانية على مر السنيين حتى وصلت في سنة 2000 إلى 3.8 مليار دولار بنسبة 24% من اجمالي الانفاق الحكومي وبدأ الإهتمام بالتعليم من رياض الاطفال ولم يترك وضع المناهج الحبل على الغارب هكذا بل بإشراف من وزارة التربية التعليم منذ رياض الاطفال وبإشراف معلمين أكفاء بحيث اولا بدأ ببناء الروح الوطنية والانتماء للوطن في الأطفال كما بنى مدارس جديده وكان التركيز على المدارس المهنيه والعلوم والكمبيوتر وقدم منح لمواصلة التعليم العالي داخل ماليزيا وخارجها والزامية التعليم كانت من الامور التي لا جدال فيها ويحاسب بل يحاكم كل من لم يأت بإبنه إلى التعليم وأنشأ الكثير من معاهد التدريب المهني التي استوعبت طلاب المدارس الثانويه التي أهلتهم للدخول في سوق العمل في جميع المجالات ووجه بالإستفاده من النظم التعليميه المتطوره في الدول المتقدمه بالرغم من تمسكه بالإسلام فهو رجل متدين فلم يتقوقع في جلباب الإسلام النمطي وله قولة مشهورة ( قال : عندما نريد أن نصلي نتجه إلى مكه المكرمة وعندما نريد أن نتعلم ونتطور نتجه إلى أوروبا ) وتم إنشاء اكثر من 400 معهد وكليه جامعيه فكانت ثمرة ذلك دخول ماليزيا مرحله صناعيه مهمه لوجود العامل الماهر المدرب والمنافس على الصداره .
ماليزيا تقطف ثمار سياستها الراشدة المتوجهة للتعليم .
أسست حكومة مهاتير أكثر من 15 ألف مشروع صناعي برأس مال حوالي 220 مليار دولار وكان الإستثمار الاجنبي فيها 54% وهذا يوضح مدى الإطمئنان الذي وجده المستثمر الأجنبي وضمان ربحيه ممتازه لعلمه بوجود العامل المدرب والمتعلم وإقتصاد مستقر بينما مثلت المشروعات المحليه 46%من هذه المشاريع فقد وفرت اكثر من مليون وظيفه وأصبحت ماليزيا دوله صناعيه بإمتياز وساهم قطاع الصناعه بنحو 90% من الناتج المحلي وانتجت ماليزيا 80% من السيارات التي تسير في شوارعها من نوع (بروتون) وانخفضت نسبة الفقر من 52% سنة 1970 يعني أكثر من نصف السكان كان تحت خط الفقر فتقلصت تدريجيا حتى وصلت النسبه الى 3% في سنة 2010 وزاد دخل الفرد من 1247 دولارا الى 10870 دولارا وهذا بفضل الإهتمام بالتعليم والمعلمين وتقديم مناهج تعليمية عالية الكفاءة تحت اشراف محكم من متخصصين هدفهم النهوض بمستوى المادة التعليمية لتحقيق الهدف وهو النهوض بالوطن وتطوره في كافة المجالات والنهوض بالتعليم واخراج متعلمين ذو كفاءة قادرين على تلبية السوق المحلي وخاصة فيما يتعلق بالكمبيوتر والتكنولوجيا والنضم المعلوماتيه والتعليمية والتكنولوجيا الصناعية والصناعيين المهرة حيث انه تم تحقيق الاهداف المطلوبة وان تطور الوطن يحتاج كثير من العمل حتى ننهض بالوطن ونرتقي بالشعوب بمستوى معيشي أفضل .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-10-2025 11:49 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |