05-10-2025 04:47 PM
سرايا - في قلب القطب الشمالي، حيث الصمت يخيّم على الجليد منذ آلاف السنين، يحدث ما قد يهدد حياة البشر بوباء جديد وفق ما حذر علماء مؤخراً.
وبين طبقات الأرض المتجمدة في ألاسكا، نجح علماء أميركيون في إحياء كائنات مجهرية كانت نائمة منذ أكثر من 40 ألف عام، في اكتشاف أثار الرعب أكثر من الدهشة، بعدما حذّر الخبراء من أنها قد تطلق شرارة الوباء القادم.
فقد تمكّن فريق من جامعة كولورادو بولدر من إعادة إحياء ميكروبات مجمّدة داخل الجليد الدائم (Permafrost)، وهي تربة متصلّبة من الصخور والجليد تغطي نحو ربع أراضي النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وأوضح العلماء أن تلك الكائنات لم تمت تماماً، بل كانت عالقة في حالة سبات عميق، وما إن أُذيبت طبقات الجليد في بيئة مخبرية مسيطر عليها، حتى بدأت بعد أشهر قليلة ستعيد نشاطها وتشكل مستعمرات حيّة جديدة، وفق تقرير نشرته "ديلي ميل".
بدوره قال مؤلف الدراسة، الدكتور تريستان كارو، إن هذه العينات "ليست ميتة بأي حال"، مشيراً إلى أن الميكروبات بدأت بعد استيقاظها في إطلاق غازات دفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2)، ما يجعلها عاملاً إضافياً في تسارع الاحتباس الحراري.
من ألاسكا إلى تحذير عالمي
وجرت الدراسة في نفق أبحاث الجليد الدائم قرب مدينة فيربانكس في ألاسكا، وهو ممر أُنشئ في الستينيات ولقّبه العلماء بـ"المقبرة الجليدية".
ومن جدران هذا النفق، استخرج الباحثون عينات تعود إلى آلاف السنين، ثم أضافوا إليها الماء وحفظوها عند درجات حرارة تتراوح بين 3 و12 درجة مئوية لمحاكاة صيف ألاسكا المستقبلي في ظل تغيّر المناخ.
في البداية، استيقظت الميكروبات ببطء، بمعدل خلية واحدة من كل 100 ألف يومياً، لكن بعد ستة أشهر فقط، تحوّلت إلى مجتمعات حية نشطة وبدأت تكوّن أغشية حيوية لزجة يصعب التخلص منها.
إلى ذلك حذّر الباحثون من أن استمرار ذوبان الجليد في القطب الشمالي قد يؤدي إلى انبعاثات هائلة من غازي ثاني أكسيد الكربون والميثان، الأمر الذي يعزز دورة الاحتباس الحراري ويُسرّع ذوبان الجليد أكثر فأكثر.
خطر أوبئة ما قبل التاريخ
ورغم أن الميكروبات التي جرى إحياؤها لا يُعتقد أنها قادرة على إصابة البشر حالياً، إلا أن العلماء حذروا من أن ذوبان الجليد الدائم قد يحرّر أنواعاً أخرى من الفيروسات القديمة بعضها قد يكون مميتاً.
ففي عام 2022، تمكّن باحثون من إحياء فيروس “باندورا” (Pandoravirus) الذي ظلّ مجمداً في جليد سيبيريا لمدة 48,500 عام.
ورغم أنه غير خطير على الإنسان، إلا أن العلماء حذروا من أن ذوبان الجليد بفعل الاحتباس الحراري قد يفتح “صندوق باندورا” الحقيقي.
من جانبها قالت الدكتورة بريغيتا إيفينغارد، خبيرة الأمراض المعدية من السويد إن "العالم "قد يشهد أوبئة قادمة من القطب الشمالي بسبب بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية... نعرف أن الجمرة الخبيثة وجدري البشر احتمالان حقيقيان، وما عدا ذلك فهو صندوق أسرار لا نعلم ما يحتويه."
يشار إلى أن الدراسة نُشرت في مجلة Journal of Geophysical Research: Biogeosciences.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-10-2025 04:47 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |