05-10-2025 02:27 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
ما آلت إليه حرب غزة مرحلة تاريخية جديدة نتائجها عند البعض لا تبشر بالخير وعند الآخرين تبشر، ولقد اعتدنا في شرقنا العربي على هذه التحولات، فكل حرب فيها بداية أو نهاية لمرحلة تاريخية وهذه التحولات أو المراحل تترك آثاراً عميقة ولكن ما المطلوب أردنياً حيال هذه التحولات المتسارعة؟!
كتبنا الكثير من المقالات وتحدث آخرون عن ضرورة التحضر لما هو أخطر في محيطنا ولكن ما يحدث اليوم قد يبدو أكثر جدية وأكثر ضرورة في ضوء خطة ترامب المطروحة والدعم العربي والعالمي لها إضافة إلى ما يجري على الأرض أدى إلى نهاية هياكل ونهاية أشكال ألفناها بالمنطقة، فما جرى مع حزب الله وما يجري الآن مع حركة حماس هو مثال بيّن على ما نتحدث عنه.
علينا في الأردن وفي ضوء ما تعيشه حكومة نتنياهو من حالة "نشوة" مدعومة من القوة المهيمنة على العالم وحالة "إنكار" لشعوب ودول يسترجعها المتطرفون من أساطير وقصص أقرب إلى الخيال وبعيدة كل البعد عن الواقع، أمام السردية الخيالية يدرك الأردني أن أمنه فوق كل الاعتبارات وخيار تماسك الجبهة الداخلية هو الأمثل، وهذا ليس حديثاً مترفًا في ضوء ما نمر به من تحديات؛ فالأردن دولة راسخة ببناينها متجذرة في وجودها المؤسساتي أو المجتمعي، وتملك قيم راسخة في نفوس الناس.. ولكن علينا تعزيزها أكثر، وعدم الانتباه كثيراً لأصوات نشازٍ تحاول أحياناً أن تتصدر المشهد أو التشويش على الموقف الأردني أو ممارسة أدوار «تعبوية» وشعبوية لا وجود لشعارتها إلا في مخيلة البعض، وهم قلة ممن يمارسون أدوار الغضب على كل شيءٍ سواء أكان ذلك في الشدة أم في الرخاء.
وما يجعل من وصف هذه المرحلة بأنها أكثر صعوبة مما سبقها ليس النوازل المحيطة بنا، وحكومة نتنياهو على رأسها، ولكن هو غياب العمق العربي الذي كنا نتكئ عليه ويعطينا مجالاً للحركة على مدار عقودٍ مضت.. ومن أراد أن يدرك غيابه فليتأمل شمالاً وشرقاً.
كما أن المشهد الدولي ليس مريحاً، فالقوة العالمية الأميركية وهي التي يستخدمها نتنياهو اليوم قد تكون بنتائجها ضاغطاً أكبر على العرب والعالم فمشروع ترمب وارد، وهو صاحب صفقة القرن والخيار الإبراهيمي!.
إن المنطقة اليوم أمام تحولات كبيرة ومشروع ترامب للسلام ما زلنا لا نرى منه إلا رأس الجبل، ولكن لنا من ماضينا القريب، وإرثنا البعيد كثير من الصور التي تؤكد بأن هذا الوطن صلب بمبادئه، وبشرعية ومشروعية قيادته الهاشمية ورسوخها، فهذه النوازل من حولنا، تشتد كثيراً، ولكنها بإذن الله لن تطول.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-10-2025 02:27 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |