بقلم : الصحفي مجدي محيلان
منذ نيف وخمسين عاما وانا الأحرص على متابعة دوري كرة القدم الأردنية وكان انذاك يسمى (دوري الدرجة الأولى) ثم (الممتاز) واخيرا ( المحترفين) . ولذلك تكونت لدي قناعات عن جماهير الكرة الأردنية مفادها أن هناك ركنين جماهريين لا تستقيم المدرجات بدونهما وهما (جماهير الوحدات والفيصلي) مع احترامي الشديد لباقي فرق المملكة كافة .

ونأتي إلى لب القول فأقول:ـ


ما بال جماهير الوحدات ولا أقول جمهور لأن جماهير أشمل وأعم تعزف عن حضور مباريات فريقها الذي كان وما يزال وإن شاء الله سيبقى الرافد القوي لمنتخباتنا بكافة فئاتها، فهل المستوى الفني هو السبب؟ لا أعتقد ذلك
فالوحدات وإن لم يحقق نتائج باهرة في بداية هذا الموسم الا انه يبشر بالخير وبخاصة وأنه يملك نجوما قادرين على صنع التغير والدوري ما يزال بأوله والأمور بخواتيمها وأكبر مثال على ذلك ما حصل العام الماضي إذ استطاع الوحدات أن يقلص الفارق النقطي مع المتصدر الحسين بل ويتجاوزه بنقطة لولا أن تداركه تعادل مع الرمثا وحصل ما حصل والكل يعرف ذلك .


السبب باعتقادي في هجرة جماهير الوحدات للمدرجات هو ما يجري الآن في غزة وسائر أنحاء فلسطين وهنالك من يتبنى وجهة النظر القائلة :ـ كيف بجماهير الوحدات تأتي وتشجع وتهتف وأهلنا في فلسطين كافة يتضورون جوعا ويقتَّلون وتُهدم منازلهم فوق رؤوسهم في الوقت نفسه .


وهنا السؤال إذا بقي الوحدات يلعب دون جمهور فمن المستفيد من ذلك؟ أهلنا في فلسطين ! أم فريق الوحدات! أم من!

بل بالعكس فهنالك خسارتان تترتبان على عزوف جماهير الوحدات أولاهما فقدانه لجمهوره الذي يعد اللاعب رقم اثني عشر بما يبثه فالفريق من حماس و معنويات والخسارة الثانية مالية تعود بالضرر على صندوق نادي الوحدات بالدرجة الأولى فماذا لو حضر الجمهور واشترى التذاكر وأُرسل ريعها إلى الأهل في غزة ألا يكون ذلك أفضل؟.


وأخيرا أقول إن دوريا للمحترفين الأردنيين تعزف عنه جماهير الوحدات هو ناقص للون والطعم ففاكهة الفرق الكبرى جماهيرها فكيف بك اذا كان الحديث عن جماهير الوحدات ! .


فعودي يا جماهير الوحدات وزيِّني أركان المدرجات واحشدي الطاقات وذكرينا بأيام الزمن الجميل الذي كان فيه مشجعو الوحدات يغص به الملعب فتبحث عن مكان لتجلس فيه فلا تجده.