حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,27 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 16658

عماد صقر النعانعة يكتب: حل الدولتين: سيناريوهات التقسيم وأطر الحلول

عماد صقر النعانعة يكتب: حل الدولتين: سيناريوهات التقسيم وأطر الحلول

عماد صقر النعانعة يكتب: حل الدولتين: سيناريوهات التقسيم وأطر الحلول

25-09-2025 05:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عماد صقر النعانعة
ليس السؤال: هل يمكن تطبيق حل الدولتين؟ بل: أي نسخة منه ستُفرض؟ على الأرض تتزاحم ثلاث سيناريوهات، لكل منها طريق، ولكل طريق ثمن.

يُعد حل الدولتين الخيار الأساسي لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن طبيعة تطبيقه تختلف باختلاف السيناريوهات الممكنة، والتي ترسم حدود تقسيم الأراضي وتضع أطرًا للحلول. هذه السيناريوهات تتجاهل في الغالب المصالح الإقليمية وتعتمد على موازين القوى الدولية.

السيناريو الأول: التقسيم القائم على حدود 1967

هذا السيناريو يمثل الإطار الأكثر تقليدية والأكثر دعماً من المجتمع الدولي. يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية. يتم اعتماد حدود عام 1967 كأساس، مع إمكانية تبادل الأراضي بشكل محدود ومتفق عليه لتلبية احتياجات الطرفين. يتم ضمان أمن إسرائيل من خلال ترتيبات أمنية دولية، أو وجود قوات متعددة الجنسيات في الدولة الفلسطينية الجديدة. بالنسبة للقدس، يتم تقسيمها، بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، مع وضع خاص للمقدسات. كما يتم حل قضية اللاجئين بناءً على قرار الأمم المتحدة رقم 194، الذي يمنحهم حق العودة أو التعويض.

السيناريو الثاني: التقسيم القائم على الواقع الحالي (دولة مجزأة)

هذا السيناريو يأخذ في الاعتبار الواقع الحالي على الأرض، خاصة وجود المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وهو يمثل حلاً منقوصاً وغير متصل جغرافيًا. في هذا السيناريو، لا توجد حدود واضحة، بل مجموعة من "جزر" فلسطينية غير متصلة، محاطة بمناطق تحت السيطرة الإسرائيلية. تُمنح السلطة الفلسطينية سيادة محدودة، دون القدرة على التحكم في المعابر الحدودية أو المجال الجوي. تبقى القدس بأكملها تحت السيطرة الإسرائيلية، مع إمكانية منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً إدارياً على الأحياء العربية. كما يتم تأجيل ملف اللاجئين، أو يتم التعامل معه من خلال تعويضات مالية فقط، دون السماح بعودتهم.

السيناريو الثالث: حل الدولتين بحسب "صفقة القرن"

هذا السيناريو هو الأكثر إثارة للجدل، ويقوم على مبادئ مغايرة للشرعية الدولية، حيث يميل بشكل كبير لصالح إسرائيل. في هذا السيناريو، يتم ضم المستوطنات والأغوار إلى إسرائيل بشكل دائم، وتقام دولة فلسطينية على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة. تكون الدولة الفلسطينية منقوصة السيادة، مع بقاء السيطرة الأمنية الشاملة لإسرائيل. وتبقى القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مع إمكانية إقامة عاصمة فلسطينية في منطقة "أبو ديس" المجاورة للقدس الشرقية. أما قضية اللاجئين، فيُقترح إلغاء حق العودة، ويُقترح توطين اللاجئين في أماكن وجودهم، أو في مناطق أخرى داخل الأراضي الفلسطينية.

خاتمة: أي طريق إلى السلام؟

لا يمكن أن يظل حل الدولتين مجرد شعار دبلوماسي أو ذكرى في سجلات الأمم المتحدة. فبينما تتسارع الأحداث على الأرض، وتتعمق الانقسامات، يواجه المجتمع الدولي مفترق طرق حاسماً. إما أن يتحرك بفعالية لفرض حل عادل وشامل يضمن حقوق الجميع ويؤسس لدولتين مستقلتين وقابلتين للحياة، وإما أن يستسلم للواقع الذي تفرضه القوة، مما سيؤدي إلى المزيد من الفوضى والعنف. إن المستقبل ليس قدراً محتوماً، بل هو خيار، وعلى الأطراف الفاعلة أن تقرر أي طريق ستسلك: طريق السلام العادل، أم طريق الصراع الدائم.








طباعة
  • المشاهدات: 16658
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-09-2025 05:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم